06 ديسمبر 2025

في خطوة تشير إلى توجه مصر نحو تعميق شراكاتها الاستراتيجية مع القوى الصناعية الكبرى، كشفت وزارة قطاع الأعمال العام عن مباحثات متقدمة بين شركة “مصر للألومنيوم” وتحالف تقوده عملاق الصناعة الروسية “روسال”.

وتهدف المباحثات لإقامة مشروع ضخم في مجال إنتاج الألومنيوم، حيث جمعت الوزير المصري المهندس محمد شيمي مع وفد من تحالف روسال و”فلييت إينرجي” الإماراتية، وهو يأتي في سياق سلسلة من الاجتماعات التي تكثفها الحكومة المصرية منذ أشهر مع أطراف دولية كبرى لبحث فرص استثمار نوعية في قطاعات استراتيجية.

وتتعلق المفاوضات بشركة “مصر للألومنيوم” التي تعاني منذ سنوات من تقادم خطوط الإنتاج وارتفاع تكاليف التشغيل، ودخول طرف بحجم “روسال” الروسية، ثاني أكبر منتج للألومنيوم في العالم، يفتح الباب لنقلة نوعية على مستوى التقنية والإنتاج والقدرة التصديرية.

وتناولت الاجتماعات دراسات فنية واقتصادية أعدها الطرف الروسي بشأن سبل التعاون المحتمل، خصوصا في مشروعات تطوير قائمة أو إطلاق خطوط إنتاج جديدة تشمل منتجات عالية القيمة مثل جنوط السيارات وأسلاك الألومنيوم والفويل الصناعي، وهو ما يتقاطع مع التوجه المصري لإحلال الواردات وزيادة القيمة المضافة.

وتندرج المحادثات ضمن مناخ إقليمي ودولي يشهد تقاربا روسيا – مصريا متزايدا في الملف الصناعي، وتُعد المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس نموذجا متقدما لهذا التعاون، إذ تسعى موسكو لتحويلها إلى منصة لتصنيع المنتجات الروسية للسوقين الإفريقية والشرق أوسطية.

والتوجه المصري لربط هذه المفاوضات بمجمع صناعي في تلك المنطقة يعزز فرضية أن المشروع المستقبلي لا يقتصر على السوق المحلي، بل يستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي لصناعة وتصدير الألومنيوم.

وإذا ما توصل الطرفان إلى اتفاق نهائي، فإن المشروع يشكل نموذجا للتكامل الصناعي بين القطاع العام المصري والشركات متعددة الجنسيات، ويمثل نقطة انطلاق لإعادة هيكلة صناعة الألومنيوم في مصر، وتحقيق طموح طال انتظاره بتحويلها إلى صناعة تصديرية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.

وفي المقابل، تسعى “روسال” لتعزيز حضورها في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية واقتصادية، ما يمنح المشروع أبعادًا تتجاوز الإطار الاقتصادي الضيق، ويدفع به إلى خانة الاستثمار الاستراتيجي طويل الأمد.

 

شركة “Red Line” الروسية تكشف عن طائرة مسيرة جديدة لمكافحة الدرونات المعادية

اقرأ المزيد