تشهد العلاقات بين مصر وتركيا تحولًا كبيرًا نحو تعزيز التعاون والشراكة بعد سنوات من التوتر والقطيعة الدبلوماسية التي استمرت لعقد من الزمن.
وفي إطار هذه الجهود، وصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى القاهرة في زيارة تستمر يومين، تهدف إلى توطيد العلاقات ومناقشة قضايا إقليمية ملحة.
وبدأ فيدان زيارته بجولة في مدينة العريش شمال شرق مصر، حيث تفقد المخازن اللوجستية الخاصة بالهلال الأحمر المصري، ثم توجه إلى معبر رفح الحدودي.
وتأتي زيارته في وقت حساس على الصعيد الإقليمي، حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره المصري بدر عبد العاطي لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة، إلى جانب ملفات أخرى ذات اهتمام مشترك.
وتشير هذه الزيارة إلى تعزيز المصالحة بين البلدين، والتي كانت قد بدأت في عام 2021 بعد سنوات من الخلافات السياسية.
وقد شهدت العلاقات دفعة قوية بعد لقاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب إردوغان على هامش افتتاح كأس العالم في قطر عام 2022، تبعها سلسلة من الزيارات الدبلوماسية الرفيعة.
وتتركز المباحثات بين فيدان وعبد العاطي على تعزيز العلاقات الثنائية وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وملف سد النهضة الإثيوبي، والأوضاع في ليبيا، ومن المتوقع أيضا أن يتم الترتيب لزيارة محتملة للرئيس المصري إلى تركيا في المستقبل القريب.
ويرى المحللون أن هذه الزيارة تأتي في توقيت حرج يشهد تصعيداً إقليمياً، بما في ذلك التوترات بين إسرائيل وإيران، ما يعزز أهمية التنسيق المصري التركي في مواجهة هذه التحديات.
ويُتوقع أن تُعطى الأولوية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتي تحتاج إلى دفعة قوية لتتواكب مع التحسن في العلاقات السياسية.
وبهذه التحركات، يبدو أن مصر وتركيا تدخلان مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون، مما قد يسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة وتعزيز مصالحهما المشتركة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
مصر تمنح الأجانب المقيمين مهلة أخيرة لتسوية أوضاعهم