05 ديسمبر 2025

مصر والسودان يؤكدان تفعيل اللجان الفنية المشتركة المنبثقة عن اتفاقية 1959 لتوحيد الموقف من تحديات مياه النيل، وفي مقدمتها النهج الأحادي لإثيوبيا بشأن سد النهضة.

وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني كامل الطيب إدريس، إن العلاقات بين البلدين “ضاربة في جذور التاريخ”، مشدداً على أن “مصر والسودان كالجسد الواحد”، مشيراً إلى استقبال بلاده للأشقاء السودانيين الفارين من الحرب دون تردد.

وأضاف مدبولي أن الجانبين جددا رفضهما القاطع للنهج الإثيوبي الأحادي في التعامل مع مياه النيل الأزرق، معتبرين أن ما تقوم به أديس أبابا لا ينسجم مع مبادئ القانون الدولي، ولا مع روح التعاون المفترض أن تسود بين دول حوض النيل، باعتبار النهر شريان الحياة للجميع.

وفي هذا السياق، أكد البلدان التزامهما بالتنسيق الكامل من خلال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، الجهة المخوّلة بصياغة الرأي الفني الموحد بشأن القضايا المرتبطة بتوزيع واستخدام مياه النيل، بموجب اتفاقية عام 1959.

كما شدد الطرفان على أهمية إتاحة الفرصة الكاملة للآلية التشاورية ضمن مبادرة حوض النيل، بهدف تسوية الخلافات وتعزيز التعاون بين دول الحوض، بما يضمن استدامة النهر وحقوق دولتي المصب في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.

وتعد اتفاقية 1959 امتداداً لاتفاقية 1929، وقد أرست أسس تقاسم المياه بين مصر والسودان، حيث خصصت لمصر 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، وللسودان 18.5 مليار، مع بند ينص على اقتسام أي زيادة مستقبلية من التدفق بالتساوي، وقد مهدت الاتفاقية الطريق لمشروعات مائية كبرى مثل السد العالي في مصر وخزان الروصيرص في السودان.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بسبب سد النهضة الإثيوبي، الذي بدأ بناؤه في 2011 على النيل الأزرق، ما أثار قلق مصر والسودان من تداعياته على حصصهما المائية، إذ تعتمد مصر بنسبة تفوق 90% على مياه النيل، فيما يخشى السودان من تأثيرات فنية مباشرة على منشآته المائية.

وبينما تعتبر إثيوبيا السد مشروعاً تنموياً حيوياً لتوليد الكهرباء وتحقيق النمو الاقتصادي، تتمسك مصر والسودان بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، وهو ما لم تُفلح فيه المفاوضات الثلاثية التي رعاها الاتحاد الإفريقي على مدى سنوات.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أعلن مؤخراً اكتمال أعمال السد وتحديد سبتمبر القادم موعداً لافتتاحه، ما اعتبرته مصر تصعيداً جديداً وخطوة أحادية تفرض الأمر الواقع، ورفضت ما وصفته بـ”العبث” إثر دعوة إثيوبيا لها لحضور الافتتاح.

وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن أمنها المائي، متى تعرّضت مصالحها لأي ضرر ناتج عن إجراءات إثيوبية غير منسقة، مشدداً على أن نهر النيل مورد دولي مشترك لا يجوز التصرف فيه بشكل منفرد.

مصر وجيبوتي تتفقان على تعزيز الأمن وضمان حرية الملاحة في باب المندب

اقرأ المزيد