05 ديسمبر 2025

أثارت عملية تكميم المعدة لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات جدلاً في مصر، حيث خضعت الجراحة بعد فشل عدة محاولات لإنقاص وزنها، وفتحت نقابة الأطباء تحقيقاً بالتزامن مع دعوات لعدم إجراء مثل هذه العمليات للأطفال.

في واقعة طبية نادرة أثارت جدلاً واسعاً ومشاعر غضب في الأوساط الطبية والمجتمع المصري، خضعت طفلة لم تتجاوز التاسعة من عمرها لعملية جراحية لتكميم المعدة، بعد معاناة طويلة مع السمنة المفرطة التي أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وكان الطبيب الجراح هشام عبد الله، قد نشر مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، أوضح خلاله التفاصيل الكاملة لحالة الطفلة “روان”، التي كانت تعاني من سمنة مفرطة أدت إلى مضاعفات صحية حرجة، تمثلت في إصابتها بتقوس واضح في الساقين، وظهور علامات خشونة مبكرة في مفصل الركبتين، ما أثر سلباً على قدرتها الحركية ونوعية حياتها اليومية.

وأكد الطبيب المعالج أن الطفلة خضعت لعدة برامج علاجية مكثفة وغير جراحية لإنقاص الوزن، شملت أنظمة غذائية خاصة وتمارين رياضية وإشرافاً طبياً متكاملاً، لكن جميع هذه المحاولات لم تحقق النتائج المرجوة، مما دفع الفريق الطبي إلى اتخاذ قرار التدخل الجراحي كحل أخير، بعد الحصول على موافقة خطية كاملة من أسرة الطفلة.

من جهتها، تحركت نقابة الأطباء المصرية بشكل سريع، وأعلنت في بيان رسمي عن فتح تحقيق عاجل في الواقعة، بعد أن تلقّت عدداً من الشكاوى والاستفسارات من أعضاء النقابة ومن وسائل الإعلام المختلفة.

وأوضح البيان أن اللجان العلمية والاستشارية التابعة للنقابة في مجال جراحات السمنة قد عقدت مؤتمراً متخصصاً حول التغذية العلاجية عام 2024، بحضور نخبة من استشاريي طب الأطفال والتغذية العلاجية وجراحة الأطفال، وأوصت بعدم إجراء مثل هذه العمليات للفتيات دون سن الثالثة عشرة، وللذكور دون سن الخامسة عشرة، إلا في حالات استثنائية وبعد استيفاء شروط طبية دقيقة ومعايير آمنة.

وفي تصريحات خاصة، أكد الدكتور جمال عميرة، وكيل النقابة العامة للأطباء، أن النقابة قررت استدعاء الطبيب المختص للتحقيق معه يوم الأحد المقبل، لاستيضاح دوافع إجراء العملية والظروف المحيطة بها.

كما أشار إلى أن نشر فيديو للعملية الجراحية يمثل انتهاكاً صريحاً لخصوصية المريض وأخلاقيات المهنة، بغض النظر عن موافقة الأسرة.

وختم وكيل النقابة تصريحه بالتأكيد على أن إجراء عملية تكميم المعدة لطفلة في التاسعة من عمرها يعد إجراءً غير مألوف في الممارسات الطبية العالمية، مشدداً على أن موافقة الأسرة وحدها لا تكفي لإجراء مثل هذه التدخلات الجراحية الجذرية، التي يجب أن تخضع لتقييم طبي دقيق وتكون الخيار الأخير بعد فشل جميع السبل العلاجية الأخرى.

القافلة الإفريقية لغزة والتصعيد ضد إيران.. أبعاد وتداعيات (مقابلة)

اقرأ المزيد