05 ديسمبر 2025

أثارت خطوة مصرف ليبيا المركزي بطباعة 60 مليار دينار (حوالي 11 مليار دولار) لتوفير السيولة النقدية مخاوف واسعة من تفاقم أزمة التضخم وتدهور القوة الشرائية للدينار، في وقت لا تزال فيه جهود توحيد السياسة النقدية متوقفة.

وأوضح المصرف في بيان، اليوم الثلاثاء، أنه تم استلام نحو 25 مليار دينار جرى توزيعها على المصارف، فيما يُنتظر توريد حوالي 14 مليار دينار إضافية قبل نهاية العام، على أن تُستكمل عملية توريد 21 مليار الدينار المتبقية خلال 2026.

ولم يحدد البيان الجهة المسؤولة عن الطباعة، مشيراً إلى أن الفئات الجديدة ستصل على شكل شحنات متتالية وفق خطة رسمية.

ورغم الثروة النفطية الكبيرة، تعاني ليبيا منذ سنوات من نقص سيولة نقدية، ما يجبر المواطنين على الاصطفاف أمام المصارف لسحب رواتبهم. ويؤكد الخبراء أن الطباعة المتكررة للعملة تُعزز فقدان الثقة في النظام المصرفي وتشجع المودعين على الاحتفاظ بالنقد خارج البنوك، ما يزيد أزمة السيولة بدلاً من حلها.

ويشير المتابعون إلى أن زيادة السيولة النقدية المتداولة خارج القنوات الرسمية قد تسهم في تفشي جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وهو ما حذر منه المصرف المركزي في بيانات سابقة.

وكان المصرف قد وقع العام الماضي اتفاقاً مع شركة “دو لا رو” البريطانية لطباعة 30 مليار دينار للمساهمة في حل مشكلة نقص السيولة في البنوك التجارية، ويؤكد مصدران بالمصرف أن هذه القيمة جزء من المبلغ الإجمالي المعلن اليوم. وأضاف البيان أن البنك سحب مؤخراً أوراقاً نقدية بقيمة تقارب 47 مليار دينار، بينها نحو 10 مليارات لم تصدر عن المصرف المركزي وغير معروفة له، مما زاد من الضغوط على القطاع المصرفي.

وتواجه ليبيا تحديات مضاعفة بسبب الانقسام السياسي والمؤسساتي المستمر منذ 2014، والذي أدى إلى شلل في السياسات النقدية وظهور إدارتين متنافستين للمصرف المركزي في طرابلس والبيضاء سابقاً، مع طباعة منفصلة للعملة لدعم الحكومات المتنافسة.

ويُعزى التدهور النقدي الحالي إلى زيادة عرض النقود دون نمو في الناتج المحلي الإجمالي، ما رفع معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية للدينار الليبي، خصوصاً في السوق السوداء الذي أصبح الملاذ الرئيسي للحصول على العملة الصعبة.

كما أدى الانقسام إلى تضارب في إدارة احتياطيات النقد الأجنبي وتقليل الشفافية، مما أعاق تنفيذ أي إصلاحات نقدية جذرية.

ليبيا.. توسع المشاورات بين مجلسي النواب والدولة لتسوية أزمة المصرف المركزي

اقرأ المزيد