05 ديسمبر 2025

اهتزت محافظة الجيزة، صباح أمس الأحد، على وقع جريمة مروعة كشفت عنها الأجهزة الأمنية بعد أيام من الغموض، إذ تبين أن مالك صيدلية بيطرية هو المسؤول عن مقتل أم وثلاثة من أطفالها في واقعة هزّت الرأي العام المصري، بعدما استخدم مادة سامة خلطها بالعصائر للتخلص من ضحاياه.

بدأت خيوط الجريمة تتكشف عندما عثرت الشرطة على جثمان طفل في الحادية عشرة من عمره أمام أحد العقارات في منطقة اللبيني بفيصل، بينما كانت شقيقته البالغة 13 عاما تصارع الموت بجواره في حالة إعياء شديد، قبل أن تفارق الحياة لاحقا داخل المستشفى.

وأفاد شهود بأن سيارة “توك توك” توقفت للحظات أمام مدخل العقار، ثم ألقى راكباها الطفلين وفرا بسرعة، ما أثار حالة من الذهول بين سكان المنطقة الذين وصفوا المشهد بأنه “كابوس في وضح النهار”.

وبينت التحريات الأولية أن الطفلين كانا من أسرة بسيطة تقيم في أحد أحياء الجيزة، وأن والدتهما كانت قد اختفت قبل نحو 20 يوما برفقة أبنائها الثلاثة بعد خلاف حاد مع زوجها. وجرى تسجيل بلاغ تغيّب في قسم الشرطة، دون أن تُعرف وجهتها حينها.

ومع تقدّم التحقيق، تبين أن الأم أقامت خلال تلك الفترة في شقة مستأجرة مع مالك صيدلية بيطرية كانت تربطها به علاقة غير شرعية، ولكن العلاقة انتهت بمأساة حين قرر الجاني، وفق اعترافاته، التخلص منها بعد أن “اكتشف سوء سلوكها”، على حد قوله.

وفي تفاصيل الاعترافات، أوضح المتهم أنه أضاف مادة سامة يستخدمها في عمله البيطري إلى كوب عصير قدمه للمرأة يوم 21 أكتوبر، ما تسبب في وفاتها فورا، وادّعى حينها في المستشفى أنها زوجته مستخدما هوية مزيفة قبل أن يهرب.

وبعد أيام قليلة، قرر الجاني التخلص من أطفالها الثلاثة بالطريقة نفسها، فقدم لهم العصائر الممزوجة بالسم أثناء نزهة، غير أن الطفل الأصغر رفض شربها، فقام بإلقائه في ترعة قريبة حيث عُثر لاحقًا على جثمانه.

أما الشقيقان الآخران، فبدأت عليهما أعراض التسمم، فقام المتهم بنقلهما بمساعدة عامل لديه وسائق “توك توك”، حيث ألقاهما أمام أحد العقارات ثم لاذ بالفرار.

أعلنت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم، بعد تحديد موقعه بدقة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيقات وأمرت بتشريح الجثامين لتحديد أسباب الوفاة بدقة.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن المواد السامة التي استخدمها الجاني هي مواد محظورة التداول خارج الاستخدام الطبي البيطري.

وأثارت الجريمة حالة من الصدمة والغضب الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم #جريمة_اللبيني المنصات الرقمية، وسط مطالبات بإنزال أقصى العقوبات بالجاني وتشديد الرقابة على تداول المواد السامة.

كما دعت منظمات حقوق الطفل إلى إطلاق حملات توعية موسعة للحد من جرائم العنف الأسري، معتبرة أن “ما حدث في اللبيني يسلّط الضوء على خطر التفكك الاجتماعي وضعف منظومات الحماية للأسَر الهشة”.

 

اليوم العالمي للمرأة.. تقدير عالمي لدورها وإنجازاتها في مصر

اقرأ المزيد