تقرير جديد لوحدة أبحاث الطاقة يكشف عن امتلاك مصر كميات ضخمة من معدن الثوريوم، المعروف بكونه بديل اليورانيوم، ما يجعله خياراً استراتيجياً واعداً في قطاع الطاقة النووية.
واكتُشف معدن الثوريوم عام 1828 على يد الكيميائي السويدي يونس ياكوب بيرسيليوس، ومنذ ذلك الحين أثار اهتمام العلماء بفضل خصائصه الفريدة، إذ يتميز بأنه أكثر وفرة بثلاثة أضعاف من اليورانيوم، كما أنه يتحلل ببطء شديد، ما يجعله خياراً أكثر أماناً واستدامة في الصناعات النووية.
وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تصدّرت مصر قائمة الدول الأكثر امتلاكاً لمعدن الثوريوم باحتياطي يقدَّر بـ 380 ألف طن، متفوقة على تركيا (374 ألف طن) وفنزويلا (300 ألف طن)، فيما جاءت كندا وروسيا ضمن المراكز الخمسة الأولى.
ويُعتبر الثوريوم-232 النظير الطبيعي الوحيد لهذا المعدن، وعند تحلله تتكون كميات ضئيلة من نظائر أخرى مثل الثوريوم-228 والثوريوم-230، لكنها تبقى هامشية من حيث الكتلة، إذ يتحلل في النهاية إلى الرصاص-208.
ويتميز الثوريوم بإمكانية استخدامه في معظم أنواع المفاعلات النووية، مما يعزز مستويات الأمان في إنتاج الطاقة.
ومع تزايد البحث عن مصادر طاقة أكثر استدامة وأماناً، بات الثوريوم يمثل خياراً محورياً في مستقبل الصناعات النووية، ما يضع مصر في موقع استراتيجي للاستفادة من هذا المعدن في تطوير قطاعها النووي.