أشعلت جلسة صلح عرفية في بني مزار بالمنيا أزمة وطنية بعد تهجير أسرة مسيحية كاملة وفرض غرامة مليون جنيه بسبب خلاف عاطفي بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، واعتُبر الحكم جماعياً وغير قانوني، مما أثار غضباً برلمانياً وحقوقياً.
أثارت جلسة صلح عرفية عُقدت في مركز بني مزار بمحافظة المنيا جنوب مصر، أزمة حقوقية وبرلمانية واسعة، بعد أن أسفرت عن قرار بتهجير أسرة مسيحية قسراً من قريتها، وفرض غرامة مالية بلغت مليون جنيه مصري.
بدأت الأحداث إثر علاقة عاطفية بين شاب مسيحي (18 عاماً) وفتاة مسلمة (16 عاماً)، حيث أُغمي على الفتاة لأسباب غير معروفة أثناء وجودها في دكان عائلتها، فقام الشاب بنقلها إلى منزله لتقديم المساعدة، قبل أن تعود إلى أسرتها.
وبحسب شهود عيان من قرية الجلف التابعة لمركز بني مزار، سرعان ما اتهمت أسرة الفتاة الشاب بخطف ابنتهم، مما أدى إلى اعتداءات على منازل وممتلكات تابعة لأقباط في القرية، وتطورت الأمور إلى عقد جلسة صلح عرفية بحضور مئات الأهالي.
أسفرت جلسة الصلح التي عُقدت يوم الجمعة برعاية عمدة القرية، عن قرارات مثيرة للجدل شملت تهجير الشاب المسيحي فوراً من القرية، ومنح أسرته مهلة خمس سنوات لمغادرة القرية، فرض غرامة مالية مليون جنيه على الأسرة كتعويض.
تقدم الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والعدل والتنمية المحلية، وصف فيه الجلسة بأنها “مخالفة للدستور”، مؤكداً أن الأسرة “أُجبرت عليها تحت ضغط الخوف والترويع”.
وحذر النائب البرلماني من أن “هذه القرارات الجماعية خارج إطار القانون تُشجع على التمييز الطائفي وتُهدد الترابط الاجتماعي”، مطالباً بتحقيق عاجل مع المحرضين وتعويض المتضررين.
من جانبه، طالب الناشط الحقوقي نجاد البرعي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، النيابة العامة بالتحقيق الفوري في الواقعة، مؤكداً أن ما حدث “يشكل جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات المصري”.
أعادت الواقعة الجدل حول ظاهرة “الجلسات العرفية” في صعيد مصر، وتأثيرها على سيادة القانون والتماسك الاجتماعي، في وقت تواجه فيه الدولة المصرية تحديات متعددة على صعيد الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكافحة التمييز بين المواطنين.
مصر.. حادث انقلاب سيارة يؤدي إلى وفاة ممثلة وإصابة 3 أخريات
