كشفت الرئاسة المصرية أن البلاد حققت فائضاً أولياً قياسياً بلغ 629 مليار جنيه (13.03 مليار دولار) في السنة المالية 2024-2025، بزيادة 80% عن العام السابق، ورغم التحديات الخارجية، شهدت الإيرادات الضريبية نمواً بنسبة 35.3%، مما يعكس جهود الحكومة في توسيع القاعدة الضريبية وتحسين النظام المالي.
أعلنت الرئاسة المصرية، في بيان صدر يوم السبت، أن البلاد حققت فائضاً أولياً غير مسبوق في الموازنة العامة للعام المالي 2024-2025، حيث بلغ 629 مليار جنيه مصري (ما يعادل 13.03 مليار دولار)، بنسبة 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح البيان أن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 80% مقارنةً بالعام المالي السابق 2023-2024، والذي سجل فائضاً أولياً قدره 350 مليار جنيه.
ونقل البيان تصريحات لوزير المالية أحمد كجوك، أكد فيها أن هذا الأداء المالي المتميز جاء بالتزامن مع تحسن كبير في مختلف المؤشرات الاقتصادية، وارتفاع ملحوظ في حجم الاستثمارات الخاصة، بالإضافة إلى نمو نشاط التصنيع والتصدير.
وأشار الوزير إلى أن تحقيق هذا الفائض تم على الرغم من التحديات الخارجية التي واجهتها الموازنة، أبرزها الانخفاض الحاد في إيرادات قناة السويس بنسبة 60% عن المستهدف، مما تسبب في خسائر تقدر بنحو 145 مليار جنيه مقارنةً بالتوقعات المدرجة في الموازنة.
كما استعرض الوزير تطور معدلات نمو المصروفات الأولية والإيرادات العامة للموازنة، حيث بلغت نسبة نمو الإيرادات 29%، بينما سجلت المصروفات الأولية نمواً بنسبة 16.3%، كما ارتفعت الإيرادات الضريبية إلى 2.204 مليار جنيه، بزيادة قدرها 35.3% عن العام المالي السابق.
وأرجع الوزير هذا التحسن في الأداء الضريبي إلى الجهود المبذولة لتوسيع القاعدة الضريبية، من خلال جذب ممولين جدد بشكل طوعي، وتسوية المنازعات الضريبية بالطرق الودية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا والأنظمة الإلكترونية.
كما تم إنشاء وحدة متخصصة للتجارة الإلكترونية، وتطوير النظام الضريبي، وتطبيق منظومة متكاملة لإدارة المخاطر الضريبية.
وأضاف أن الحكومة عملت على تحسين القدرات الإدارية لمصلحة الضرائب، عبر تحديث إجراءات رد ضريبة القيمة المضافة، وتصميم نظام جديد يتميز بالسرعة والسهولة، فضلاً عن تبسيط الخدمات الضريبية وزيادة التسهيلات المقدمة للممولين.
كما تم تعزيز الشفافية وتقليل فرص التهرب الضريبي، مما ساهم في رفع معدلات الامتثال ودقة التحصيل.
وكشف الوزير عن نتائج تطبيق المرحلة الأولى من حزمة التسهيلات الضريبية خلال الفترة من فبراير إلى أغسطس 2025، والتي شهدت تقديم 401,929 طلباً لتسوية النزاعات الضريبية القديمة، بالإضافة إلى أكثر من 650 ألف إقرار ضريبي معدل أو جديد طوعياً، مما أسفر عن تحصيل 77.90 مليار جنيه.
كما استفاد نحو 104,129 ممولًا من الحوافز والتيسيرات الضريبية المخصصة للمشروعات الصغيرة التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه.
ليبيا.. بحر رملي يبتلع أحلام المهاجرين وحرب حدود تائقة بين واقعين
