أصدرت وزارة المالية المصرية عملات تذكارية من الذهب والفضة احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، تجسد رموزاً من الحضارة المصرية مثل تمثال رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون، وستُطرح العملات للبيع عقب الافتتاح العالمي للمتحف مطلع نوفمبر.
أعلنت وزارة المالية المصرية عن إصدار عملات تذكارية من الذهب والفضة بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد من أهم المشروعات الثقافية والحضارية في العالم.
وأصدرت الوزارة قراراً رسمياً نُشر في الجريدة الرسمية، تضمن ترخيصاً بإصدار عملات تذكارية غير متداولة بعدة فئات تبدأ من جنيه واحد وحتى مائة جنيه، احتفاءً بهذا الحدث التاريخي الذي يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي والسياحي المصري.
وتجسد العملات التذكارية تصميمات مستوحاة من أبرز معالم المتحف المصري الكبير ومقتنياته الفريدة، مثل تمثال الملك رمسيس الثاني، والمسلة المعلقة، ومركبات الشمس، ووجه الملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى رموز معمارية من مبنى المتحف نفسه، كالسلالم الداخلية والمدخل الرئيسي.
وأوضح الدكتور شريف حازم منصور، مستشار وزير المالية للشؤون الهندسية، أن تصميم العملات تم بالتعاون بين وزارة المالية وإدارة المتحف المصري الكبير، وبمشاركة نخبة من المتخصصين في علوم المصريات، لضمان دقة التفاصيل التاريخية والفنية التي تبرز عظمة الحضارة المصرية.
وأشار منصور إلى أن الإصدار الأول من هذه العملات يشمل ست فئات بإجمالي 3000 قطعة، سيتم طرحها مصحوبة بشهادات مميزة مصنوعة من ورق البردي، وتحمل كل شهادة رقماً فريداً غير قابل للتكرار، ما يمنحها طابعاً رسمياً وتاريخياً خاصاً.
وأكد مستشار الوزير أن العملات ستكون متاحة للبيع فور انتهاء الاحتفالية الرسمية لافتتاح المتحف، وذلك من خلال منافذ مصلحة سك العملة والخزانة العامة، إضافة إلى منافذ البيع داخل المتحف المصري الكبير، مع إمكانية الحجز والاقتناء إلكترونياً عبر موقع مخصص. كما أوضح أنه في حال الإقبال الكبير، ستتم طباعة كميات إضافية لتلبية الطلب المتزايد من المهتمين بجمع المقتنيات التاريخية.
وحددت الوزارة الأسعار الرسمية لهذه العملات، إذ تتراوح أسعار العملات الفضية بين 2580 جنيهاً و5160 جنيهاً حسب الفئة، بينما تبدأ أسعار العملات الذهبية من 84 ألف جنيه وتصل حتى 551 ألف جنيه لفئة المائة جنيه، بما يعكس القيمة الفنية والمعدنية النادرة لهذه الإصدارات.
ومن المقرر أن يشهد المتحف المصري الكبير حفل افتتاح عالمي ضخم في الأول من نوفمبر 2025، بحضور أكثر من 40 رئيساً وملكاً ورئيس حكومة من مختلف دول العالم، إلى جانب نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية الدولية.
ويُقام المتحف في موقع استراتيجي بالقرب من أهرامات الجيزة، عند بداية طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي، ويمتد على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع.
ويضم قاعات عرض ضخمة ومراكز للترميم والبحث العلمي، إلى جانب مناطق ترفيهية وتجارية، ليكون نموذجاً عالمياً للمزج بين الأصالة والمعاصرة.
ويهدف المتحف المصري الكبير إلى أن يكون أكبر صرح ثقافي وحضاري مخصص لعرض الآثار المصرية القديمة، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها مجموعة توت عنخ آمون التي تُعرض بالكامل لأول مرة في التاريخ.
وترى وزارة المالية أن إصدار العملات التذكارية يأتي كرسالة رمزية تؤكد أن مصر لا تكتفي بعرض تراثها، بل تحتفل به وتوثقه للأجيال القادمة، في خطوة تعزز حضورها الثقافي والاقتصادي عالميًا وتؤكد مكانتها كمنارة للحضارة الإنسانية.
مصر تؤكد استعدادها لحماية حقوقها المائية وتدعو للحلول القانونية في أزمة سد النهضة
