أعلنت الحكومة المصرية عن منح الجنسية لمجموعة من الأجانب المقيمين، معظمهم من السوريين من حلب، تقديرًا لإسهاماتهم في الاقتصاد المحلي، ويعكس القرار التزام مصر بدعم اللاجئين حيث يُعتبر السوريون عموداً أساسياً في العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة،
في إطار سياسة الاعتراف بالجميل وتقدير العطاء، أصدرت الحكومة المصرية قراراً بمنح الجنسية لمجموعة جديدة من الأجانب المقيمين على أراضيها، يأتي معظمهم من السوريين المنحدرين من مدينة حلب، في خطوة تُبرز التزام القاهرة الثابت بدعم اللاجئين الذين أثبتوا قدرة استثنائية على المساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي.
بتوقيع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونشر في الجريدة الرسمية، يمثل القرار تتويجاً لمسيرة عطاء استثنائية قادها مستثمرون سوريون أسسوا آلاف المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجالات المطاعم والتجارة والصناعات التحويلية، محققين نقلة نوعية في العديد من القطاعات الاقتصادية.
وقد شمل القرار أيضاً مواطنين من جنسيات عربية أخرى، بينهم فلسطيني ويمني، في إطار رؤية تكاملية تعكس عمق الروابط العربية.
هذه الخطوة لا تنفصل عن السياق الأوسع لسياسة مصرية راسخة في التعامل مع قضايا اللجوء، حيث تستضيف البلاد أكثر من 300 ألف سوري، وفرت لهم على مدى السنوات الماضية سبل الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، في نموذج إنساني فريد في المنطقة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يشكل السوريون عموداً فقرياً في العديد من السلاسل الإنتاجية والتجارية، حيث أسسوا شبكة مترابطة من المشاريع ساهمت في خلق فرص العمل وتعزيز التنمية المحلية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
يأتي القرار الجديد استكمالاً لسلسلة قرارات سابقة، كان أبرزها منح الجنسية لعشرات السوريين واليمنيين في ديسمبر 2024، مما يؤكد استمرارية هذا النهج الذي يجمع بين الاعتبارات الإنسانية والرؤية الاقتصادية الاستراتيجية.
وتعمل الحكومة المصرية ضمن أطر قانونية دقيقة، حيث ينظم قانون الجنسية المصري عملية منح الجنسية بشروط تشمل الإقامة الطويلة والاستثمارات الكبيرة والروابط العائلية، مع تركيز واضح على الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمتقدمين.
هذه السياسة المتوازنة تعكس فهماً عميقاً لدور الجاليات المقيمة في تعزيز النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، وتؤكد مكانة مصر كمركز إقليمي للاستقرار والاندماج الإيجابي، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة وتحديات معقدة.
أزمة 2000 طبيب أسنان مصري وشهادات مرفوضة ومطالب بتوحيد المسميات
