الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا إلى إقامة شراكة استثمارية قائمة على المنفعة المتبادلة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن مصر توفر فرصاً حقيقية في قطاعات استراتيجية تشمل الصناعات الدوائية واللقاحات، وصناعة السيارات التقليدية والكهربائية، والأسمدة والبتروكيماويات، والطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى الشرائح الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والصناعات الدفاعية، والبنية التحتية للنقل واللوجستيات.
وجاء ذلك خلال مشاركة السيسي، اليوم الأربعاء، في العاصمة البلجيكية بروكسل، ضمن الحدث الاقتصادي المصاحب للقمة المصرية الأوروبية الأولى، بحضور رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ومسؤولين مصريين منهم وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية رانيا المشاط، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الحدث شهد حضور أكثر من 300 ممثل عن شركات أوروبية من 60 دولة، إلى جانب 100 شركة مصرية و 15 مؤسسة تمويل دولية، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي.
وأكد السيسي أن هذا الحدث يمثل محطة جديدة في مسار الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن الاتحاد الأوروبي يعد الشريك التجاري والاستثماري الأول لمصر، بنسبة تصل إلى نحو 27% من تجارة مصر الخارجية لعام 2024 ، فيما شكلت استثماراته نحو 32% من أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد.
وأشار الرئيس إلى أن مصر تمثل فرصة استثمارية ملموسة أمام مجتمع الأعمال الأوروبي، لافتاً إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي، والتي ساهمت في رفع التصنيف الائتماني للبلاد، وتحسين بيئة الاستثمار، بما في ذلك اعتماد سعر صرف مرن وزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وارتفاع معدل النمو السنوي إلى 4.4% خلال الربع الأخير من 2024/ 2025 مقارنة بـ2.4% في العام المالي السابق.
وأبرز السيسي موقع مصر الاستراتيجي الذي يتيح للشركات الأوروبية الوصول إلى أكثر من 1.5 مليار مستهلك في إفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي، بفضل شبكة اتفاقيات التجارة الحرة، واتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، والبنية التحتية المتطورة.
كما سلط الضوء على الحوافز الاستثمارية التي توفرها مصر، منها الإعفاءات الضريبية، وسهولة تحويل الأرباح، وتوافر العمالة المدربة منخفضة التكلفة، وأسعار الطاقة التنافسية، إضافة إلى الاستقرار الأمني والسياسي والمؤسسي، مؤكداً أن مصر يمكن أن تكون شريكاً إنتاجياً موثوقاً لخطوط الإنتاج الأوروبية التي تخدم الأسواق العالمية.
وختم الرئيس المصري بدعوة المسؤولين الأوروبيين إلى زيارة مصر والاطلاع على البيئة الاستثمارية وفرص الشراكات الفعلية، ودعم نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة المشتركة، مع التأكيد على أن الاستثمارات الأوروبية في مصر لن تحقق فقط عائداً مالياً، بل ستسهم في بناء اقتصاد إقليمي متوازن وتعزيز استقرار جنوب المتوسط.
نائب تونسي يطالب بتدخل الجيش لمواجهة السطو المسلح في صفاقس
