05 ديسمبر 2025

معرض “إيديكس 2025” بالقاهرة كشف عن توسيع مصر لشراكاتها العسكرية الدولية لتجاوز صعوبات الحصول على طائرات “إف- 15” ونسخ الجيل الأحدث من “إف- 16”.

وأكد خبراء عسكريون وجود حالة إحباط مصرية نتيجة المواقف الغربية، ما دفع القاهرة إلى التركيز على التصنيع العسكري المشترك وتوطين أحدث التكنولوجيات الدفاعية، ووقعت الهيئة العربية للتصنيع، إحدى الركائز الأساسية للصناعة العسكرية المصرية، مذكرة تفاهم مع شركة “شادو وينجز” الصينية لتوطين التكنولوجيا الدفاعية.

كما التقى وزير الدولة للإنتاج الحربي محمد صلاح الدين مصطفى مع نائب رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية جوكهان أوتشار لبحث سبل التعاون المشترك في مجالات عدة، في إطار تعزيز الشراكات مع تركيا التي تشمل تصنيع الطائرات المسيّرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي والمركبات الأرضية المسيرة.

ويشير اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إلى أن مصر توسع تعاونها العسكري مع دول غربية، منها فرنسا لتصنيع فرقاطات، وألمانيا للانشات العسكرية السريعة، وإيطاليا في المجال البحري، في خطوة تهدف لتعويض العراقيل التي تواجهها للحصول على أسلحة متطورة من الخارج.

وقد أظهرت التجربة السابقة مع الولايات المتحدة نجاح مصر في تصنيع الدبابة “إم وان إيه وان” محلياً بنسبة مكونات وصلت من 40% إلى نحو 90%، مع طموح لتكرار هذا النجاح مع الشراكات الحالية.

كما تستهدف مصر تعزيز منظومتها الدفاعية لمواكبة التطورات العالمية في الدبابات، مع تصدير بعض منتجاتها مثل المدرعة “تمساح” التي أثبتت فعاليتها في مكافحة الإرهاب بشبه جزيرة سيناء.

وخلال افتتاح المعرض، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع التصنيع المشترك لمنظومة الهاوتزر “K 91EGY” بالتعاون مع كوريا الجنوبية، والتي تتميز بدقة استهداف تصل إلى أكثر من 40 كيلومتراً.

ويبلغ عدد المنتجات العسكرية المصرية 57، بينها 18 منتجاً جديداً بالكامل، وبعضها يجري إنتاجه بالشراكة مع شركات أجنبية، مثل المسيرة “الفرد المقاتل” مع الصين، والمركبة “العقرب” مع تركيا، بما يعزز الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

ويشير الخبراء إلى أن الاعتماد على الأسلحة الغربية مرتبط بشروط سياسية وأمنية، مثل قيود تفوق إسرائيل في التكنولوجيا العسكرية، ما دفع مصر لتعزيز استقلاليتها الصناعية عبر توطين التكنولوجيا، وتطوير خطوط إنتاج جديدة لتلبية احتياجات الجيش والتصدير للخارج، وتعزيز دورها الإقليمي كمصدر للسلاح.

ويضيف اللواء عادل العمدة، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن التصنيع العسكري يتطلب استثمارات ضخمة، ما يجعل الشراكات الدولية ضرورة لتطوير بنية الجيش المصري، وتحقيق توازن عسكري مع الدول المحيطة، وتقليل الضغوط الخارجية على القاهرة.

وأصبحت مصر مركزاً معتمداً ضمن سلاسل إمداد شركة “داسو الفرنسية”، لصناعة مكونات طائرات رجال الأعمال “داسو فالكون” والمقاتلات “رافال”، وهو ما أبرز خلال معرض “إيديكس 2025” من خلال عرض نماذج لهذه المكونات المصنعة محلياً.

الرئيس المصري يستقبل رئيس الاستخبارات الأمريكية

اقرأ المزيد