عززت مصر موقعها في منطقة القرن الإفريقي عبر توسيع التعاون مع جيبوتي في ملفات سياسية واقتصادية وأمنية، مؤكدة رفضها لأي خطوات أحادية قد تزيد التوتر في الإقليم أو تهدد أمن البحر الأحمر.
وتأتي هذه التحركات في إطار رؤية مصرية أوسع لترسيخ حضورها في واحدة من أهم المناطق الجيواستراتيجية على مستوى القارة.
وجاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بنظيره الجيبوتي عبد القادر حسين عمر، على هامش القمة الإفريقية – الأوروبية في أنغولا، حيث شدد عبد العاطي على حرص القاهرة على دفع الشراكة الثنائية نحو مستويات أعلى، واستثمار الزخم الذي أعقب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي في أبريل الماضي.
وأكد الوزير المصري أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك لزيادة حجم التبادل التجاري وتطوير آليات التبادل اللوجيستي بين البلدين، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي يمثل أحد ركائز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وجيبوتي.
وفي هذا السياق، تواصل مصر تنفيذ مشروعات إقليمية تعزز حضورها البحري، ومنها مبادرة السويس والبحر الأحمر للتنمية الاقتصادية والبحرية التي أطلقت خلال منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل بين الدول المطلة على البحر الأحمر وتطوير البنى البحرية والموانئ.
كما شهدت الفترة الأخيرة حراكا مصريا تجاه دول أخرى في القرن الإفريقي، من بينها إريتريا والصومال، حيث جددت القاهرة دعمها لجهود التنمية في أسمرا، وأكدت التزامها بالتعاون الدفاعي مع الصومال.
كما اتفق خلال زيارة السيسي إلى جيبوتي على توسيع محطة الحاويات بميناء دوراليه، الذي يمثل شريانًا حيويًا لإثيوبيا على البحر الأحمر.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية – الأوروبية، شدد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على رفض القاهرة لأي إجراءات أحادية تهدد استقرار القرن الأفريقي أو الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أهمية حماية أمن الممرات البحرية.
وفي لقائه بنظيره الجيبوتي، ركز عبد العاطي على مشروع الربط الملاحي بين ميناء سفاجا وميناء جيبوتي، إلى جانب مشروعات البنية التحتية والمناطق اللوجيستية، ومحطات الطاقة الشمسية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير صلاح حليمة، أن التعاون بين القاهرة وجيبوتي يعد جزءا من التنسيق داخل مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر، ويشمل شراكات في مجالات الدفاع والتنمية والبنى التحتية والطاقة.
وأضاف أن تعزيز الدور المصري في القرن الأفريقي يرتبط بالحفاظ على استقرار البحر الأحمر، في ظل ما وصفه بـتحركات إقليمية قد تحدث توترا، مثل مساعي إثيوبيا للوصول إلى منفذ بحري بوسائل غير قانونية، والدعم الخارجي لإقليم أرض الصومال الانفصالي.
كما تناول اللقاء بين الوزيرين المصري والجيبوتي تطورات الأوضاع في القرن الإفريقي، وترتيبات نشر بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، إضافة إلى مستجدات البحر الأحمر وجهود تعزيز التعاون الإقليمي لضمان أمنه واستقراره.
تعاون عسكري وأمني على طاولة مباحثات رئيس أركان مصر وخالد حفتر
