نداء عالجل تطلقه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم جمهورية مصر العربية، التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من السودان، وقد اعتبرت المفوضية أن الوضع الراهن يُعدّ أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم.
أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداءً عالمياً عاجلاً لدعم مصر في مواجهة تدفق غير مسبوق للاجئين، حيث تجاوز عدد المسجلين منهم مليون شخص، معظمهم من السودان المجاورة التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أبريل 2023.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مصر أصبحت ثاني أكبر مستقبل لطلبات اللجوء عالمياً بعد الولايات المتحدة.
ووصف المتحدث باسم المفوضية يوجين بيون الوضع بأنه “أكبر أزمة نزوح في العالم”، حيث فر أكثر من 14 مليون سوداني من ديارهم، بينهم نحو 4 ملايين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وأكد سيباستيان هروي، رئيس العلاقات الخارجية للمفوضية في القاهرة، أن “هذا الوضع غير مسبوق إطلاقاً”، مشيراً إلى أن مصر استقبلت خلال العام الماضي ضعف عدد طلبات اللجوء التي تلقتها دول كبرى مثل ألمانيا.
وتعاني المفوضية من نقص حاد في التمويل، حيث تعمل حالياً بـ29% فقط من الميزانية المطلوبة، مما خلق عجزاً يقارب 97 مليون دولار.
وأدى هذا النقص إلى عواقب وخيمة، حيث فقد آلاف اللاجئين المساعدات النقدية الشهرية، وبات 50 ألف طفل معرضين لخطر التسرب من التعليم، بالإضافة إلى تقليص خدمات الرعاية الصحية والحماية للفئات الأكثر ضعفاً.
من جهتها، أشادت ممثلة المفوضية حنان حمدان بكرم الشعب المصري، معتبرة أن “هذا الحدث المأساوي يتجاوز مجرد الأرقام”، لكنها حذرت من تداعيات استمرار النقص في الدعم الدولي.
وجاء هذا النداء فيما تواصل مصر جهودها لتنظيم أوضاع اللاجئين عبر قانون لجوء الأجانب الذي وقعه الرئيس السيسي نهاية 2024، رغم الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية لهذا القانون.
يذكر أن مصر كانت تستضيف قبل الأزمة السودانية أعداداً كبيرة من اللاجئين، بما في ذلك 1.5 مليون سوري منذ 2012، وحوالي مليون يمني، ومثلهم من الليبيين، بالإضافة إلى 103 ألف فلسطيني دخلوا مؤخراً عبر معبر رفع.
ورغم التحديات، يشير خبراء إلى أن بعض موجات الهجرة ساهمت في تنشيط قطاعات اقتصادية معينة، خاصة مع قدوم مستثمرين وأصحاب رؤوس أموال من دول مثل سوريا والسودان.
مصر.. ملاحقة قضائية لبلوغرز التيك توك
