شهدت السفارة المصرية في طرابلس حالة من الفوضى بسبب محاولة اقتحامها من قبل متظاهرين غاضبين حول إغلاق معبر رفح، ونفت وزارة الخارجية المصرية صحة الواقعة وأكدت أن المبنى قديم ولم يعد مستخدماً.
تأتي الأنباء المتعلقة بمحاولات اقتحام مبنى يُعتقد أنه السفارة المصرية في طرابلس، ليبيا، في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتداعياته على العلاقات الدبلوماسية في المنطقة.
التقارير الإعلامية الليبية التي تحدثت عن اقتحام المبنى أشارت إلى أن المتظاهرين كانوا يعبرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مع التركيز على قضية إغلاق معبر رفح، وهو المنفذ الحدودي الرئيسي بين قطاع غزة ومصر، والذي يُعتبر شريان حياة لسكان القطاع.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً ينفي صحة التقارير المتداولة حول اقتحام مبنى السفارة، وأوضحت الوزارة أن المبنى المذكور في الأنباء ليس المقر الحالي للسفارة المصرية في طرابلس، بل هو مبنى قديم لم يعد مستخدماً منذ أكثر من عشر سنوات.
هذا التوضيح يهدف إلى تصحيح المعلومات المغلوطة التي ربما تهدف إلى إثارة التوتر أو التشويش على العلاقات المصرية-الليبية.
ووفقاً للتقارير الليبية، كان المتظاهرون ينتمون إلى تيار موالٍ للمفتي المعزول الصادق الغرياني، وهو شخصية دينية لها تأثير في الأوساط الليبية.
هؤلاء المتظاهرون عبروا عن استيائهم من إغلاق معبر رفح، الذي يُنظر إليه كعامل رئيسي في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ومع انسحاب قوات الأمن الليبية من محيط المبنى المزعوم، استغل المتظاهرون الفرصة لاقتحامه، وفقاً للرواية الإعلامية الليبية.
وردت مصر على الاتهامات المتعلقة بإغلاق معبر رفح، مؤكدة أن الجانب الفلسطيني من المعبر يقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، الذي قام بتدميره وإغلاقه.
هذا التوضيح يعكس الموقف المصري الذي يحمل إسرائيل مسؤولية الأزمة الإنسانية الناتجة عن إغلاق المعبر. وفي الوقت نفسه، أكدت مصر على جهودها الإنسانية المستمرة، حيث أرسلت 545 شاحنة مساعدات غذائية إلى قطاع غزة خلال الأيام الأربعة الماضية، بهدف تخفيف حدة المجاعة التي يعاني منها السكان هناك.
وتتمتع مصر وليبيا بعلاقات دبلوماسية حساسة، نظراً للقرب الجغرافي والتحديات الأمنية المشتركة، بما في ذلك الإرهاب والصراعات الداخلية في ليبيا.
ويعكس بيان الخارجية المصرية ثقة القاهرة في قدرة السلطات الليبية على حماية المقرات الدبلوماسية، مما يشير إلى رغبة مصر في الحفاظ على علاقات مستقرة مع طرابلس، على الرغم من التوترات التي قد تنشأ من مثل هذه الحوادث.
وتأتي هذه الحادثة في إطار توترات إقليمية أوسع، حيث يشهد الشرق الأوسط تصعيداً في الصراعات، خاصة في قطاع غزة.
معبر رفح يُعد قضية حساسة، إذ يُنظر إليه كرمز للدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، الاتهامات الموجهة إلى مصر بإغلاق المعبر غالباً ما تُستخدم في الخطابات السياسية للضغط على القاهرة، بينما تؤكد مصر أنها تعمل على تقديم الدعم الإنساني والدبلوماسي للفلسطينيين.
وتسعى مصر إلى لعب دور محوري في احتواء الأزمة في غزة، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والتوسط في المفاوضات بين الأطراف المعنية.
إرسال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يعكس التزام القاهرة بتخفيف معاناة سكان غزة. كما أن الدور المصري في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يظل جزءاً أساسياً من جهودها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقد تكون التظاهرات ومحاولة اقتحام المبنى محاولة من بعض الجماعات في ليبيا لإحراج مصر أو الضغط عليها في سياق القضية الفلسطينية، واستخدام اسم الصادق الغرياني في التقارير يشير إلى أن التظاهرات قد تكون مدفوعة بأجندات سياسية داخلية في ليبيا.
وتُبرز حادثة الاقتحام المزعومة لمبنى السفارة المصرية في طرابلس تعقيدات العلاقات الإقليمية في ظل الأزمات السياسية والإنسانية.
مصر، من جانبها، تسعى إلى الحفاظ على صورتها كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية، بينما تواجه تحديات داخلية وخارجية تتعلق بإدارة العلاقات مع دول الجوار.
النفي الرسمي للحادثة والتأكيد على استمرار عمل السفارة بشكل طبيعي يعكسان رغبة القاهرة في تهدئة التوترات والحفاظ على استقرار العلاقات مع ليبيا، مع الاستمرار في جهودها الإنسانية والدبلوماسية لدعم قطاع غزة.
حرب لبنان وغزة والتحول الإقليمي
