05 ديسمبر 2025

سواحل الإسكندرية شهدت اكتشافا أثريا لافتا، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن انتشال خمس قطع أثرية غارقة من مياه البحر المتوسط قبالة منطقة أبو قير.

وأكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن عملية الانتشال جرت وفق المعايير الدولية، وضمن التزامات مصر باتفاقية اليونسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، موضحا أن إخراج القطع لم يتم إلا بعد التأكد من سلامتها وعدم تعريضها لأي تلف.

وأشار الخبير الأثري الدكتور خالد سعد إلى أن منطقة أبو قير تعد من أبرز المواقع الأثرية البحرية على شواطئ الإسكندرية، لاحتوائها على إرث تاريخي ضخم يمتد عبر عصور مختلفة، لافتا إلى أنها كانت في الماضي مركزا تجاريا نشطا لتداول بضائع كالألباستر والمرمر، خاصة القادمة من إيطاليا، عندما كانت الإسكندرية سوقا محورية لهذه التجارة.

وأوضح سعد أن المنطقة تعرضت عبر التاريخ لحروب وصراعات بحرية تسببت في غرق العديد من السفن المحملة بالبضائع والمعالم المعمارية، ما جعلها اليوم مخزونًا فريدًا للتراث الإنساني.

كما كشف عن خطة مستقبلية لإنشاء أول متحف تحت الماء في مصر، يتيح للزوار استكشاف الكنوز الأثرية في بيئتها الأصلية، في تجربة سياحية تجمع بين التراث والثقافة والبيئة البحرية.

وتقع منطقة أبو قير شرق الإسكندرية، على البحر المتوسط، وتشتهر بتاريخها العريق المرتبط بمدن غارقة مثل كانوبس وهيراكليون التي طمرها البحر بفعل الزلازل والتغيرات الجيولوجية.

وشهد خليج أبو قير معارك تاريخية أبرزها معركة النيل عام 1798 بين الأسطولين البريطاني والفرنسي، إضافة إلى إنزال بريطاني عام 1801 ضد الفرنسيين.

وتعد المنطقة اليوم مركزا لاكتشافات أثرية بحرية هامة، حيث تم العثور على تماثيل ومعابد وحطام سفن من العصور البطلمية والرومانية.

وإلى جانب أهميتها التاريخية، تضم أبو قير شركة كبرى للأسمدة تمثل دعامة للاقتصاد المصري، كما تحتضن الكلية البحرية المصرية.

وجدير بالذكر أن مصر وقعت عام 2017 اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، ما ألزمها بالحفاظ على هذا التراث كجزء من التراث الإنساني، وحمايته في مكانه الأصلي (in situ) مع منع استغلاله تجاريا، مع تعزيز البحث العلمي والتعاون الدولي.

ورغم ذلك، يقتصر القانون المصري الحالي (117 لسنة 1983) على مادة واحدة عن التراث الغارق، ما يستدعي إصدار تشريعات تفصيلية تنظم التنقيب والحماية والتوثيق.

وعملت مصر على برامج تدريبية وورش عمل بالتعاون مع اليونسكو، وأطلقت مبادرات توعية مثل مسابقات التصوير للترويج للتراث الغارق.

وفي المشاريع الأثرية الحديثة، مثل اكتشافات خليج أبو قير، التزمت مصر بمعايير الاتفاقية برفع القطع الضرورية فقط وترك البقية في موقعها للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

 

 

مصر تنشر منظومات الدفاع الجوي الصينية HQ-9B في سيناء

اقرأ المزيد