05 ديسمبر 2025

البرلمان المصري أقرّ قانوناً جديداً يفرض غرامات على مروّجي الشائعات حول جودة مياه الشرب، ما أثار انتقادات نيابية ومخاوف بشأن تقييد حرية التعبير.

ويفتح القانون الجديد الباب أمام توسع مشاركة القطاع الخاص في قطاع المياه، ينص في مادته رقم 73 على فرض غرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 500 ألف جنيه، بحق كل من “يروج شائعات أو معلومات غير صحيحة بأي وسيلة كانت عن جودة المياه، بقصد تكدير السلم والأمن الاجتماعي”.

وانتقد عضو مجلس النواب المصري أحمد البرلسي المادة خلال الجلسة البرلمانية، متسائلاً: “هل سيُتهم الصحافيون بتكدير السلم العام إذا أجروا تحقيقات عن المياه؟”، داعياً إلى حذف النص، لكن وزير الشؤون النيابية، المستشار محمود فوزي، دافع عن المادة، مؤكداً أنها لا تستهدف الصحافة، بل تهدف لمواجهة حملات التشويه المتعمدة التي تثير البلبلة، وأن تقدير الجريمة والعقوبة يخضع لسلطة جهات التحقيق والقضاء.

كما اعترض البرلسي على المادة 64 من القانون التي تنص على تعميم استخدام العدادات الذكية ومسبقة الدفع، معتبراً أن هذه الإجراءات قد تضر بمحدودي الدخل، وقال: “ماذا لو نفد الرصيد وطفلتي عطشانة؟ كيف أسقيها؟”، ورد وزير الإسكان، شريف الشربيني، بأن العدادات مزودة بآلية إنذار ضوئية وصوتية قبل نفاد الرصيد.

ويأتي هذا التشديد التشريعي في وقت تتجه فيه الدولة إلى سياسات أكثر حزماً لترشيد استهلاك المياه، بالتوازي مع استمرار أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي ألقت بظلالها على نقاشات الأمن المائي في مصر.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مشاركته في منتدى قادة السياسات الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة، بأن موقف أديس أبابا قد يؤدي إلى توتر جديد في المنطقة، مشدداً على أن مصر تعمل على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وسط تحديات مثل الوضع في السودان وغزة.

وكانت مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان قد توقفت منذ أكثر من عام، بسبب ما وصفته القاهرة بتعنت الجانب الإثيوبي، الذي واصل تنفيذ عمليات الملء دون اتفاق، حيث أجرت إثيوبيا الملء الخامس في يوليو الماضي.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في لقاء سابق، رفضهما “الإجراءات الأحادية” من قبل أديس أبابا، وتمسّكهما بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق دولتي المصب في مياه النيل، خاصة خلال فترات الجفاف.

ورغم توقيع اتفاق إعلان المبادئ في 2015، تصر إثيوبيا على أن السد مشروع تنموي لا يضر دول الجوار، بينما ترى القاهرة والخرطوم أن الاتفاق غير كافٍ لحماية حقوقهما المائية، وترفضان أيضاً “اتفاقية عنتيبي” التي أعلنت إثيوبيا بدء تنفيذها في أكتوبر الماضي، والتي لا تعترف بحصص المياه التي تقرها اتفاقيات 1929 و1959 لصالح مصر والسودان.

ويشارك في نهر النيل 11 دولة، أبرزها مصر، السودان، إثيوبيا، وأوغندا، وتبقى قضية تقاسم المياه من أكثر الملفات حساسية واستراتيجية في المنطقة، وسط تحديات متزايدة تتعلق بالتغير المناخي والزيادة السكانية والتوسع الزراعي.

مصر وإسرائيل تعززان شراكة الطاقة برفع صادرات الغاز إلى 1.25 مليار قدم مكعب يومياً

اقرأ المزيد