05 ديسمبر 2025

فرضت مصر حالة طوارئ مائية بعد ارتفاع منسوب نهر النيل وغمر أراضي الطرح، واتخذت إجراءات عاجلة لتعزيز الأمن المائي عبر مشروع “النهر الجديد” لنقل المياه المعالجة وري ملايين الأفدنة، مستفيداً من مياه النيل والمصارف.

أعلنت السلطات المصرية حالة طوارئ مائية بعد ارتفاع منسوب مياه نهر النيل وغمر مساحات واسعة من أراضي الطرح في عدة محافظات، نتيجة زيادة تدفق المياه من الهضبة الإثيوبية عقب فتح سد النهضة، واتخذت إجراءات عاجلة لحماية الأرواح والممتلكات وتعزيز الأمن المائي عبر مشروعات استراتيجية كبرى.

وجاء على رأس هذه الإجراءات مشروع “النهر الجديد”، الذي يمثل ركائز أساسية في استراتيجية مصر لتعزيز الأمن المائي والزراعي، ويعتمد على نقل المياه المعالجة من محطات كبرى مثل بحر البقر والمحسمة عبر مسار هندسي يمتد لأكثر من 170 كيلومتراً، لتغذية مناطق التوسع الزراعي في الدلتا الجديدة وشرق العوينات، وصولاً إلى التجمعات العمرانية الحديثة في الشيخ زايد و6 أكتوبر.

وتضمنت ترتيبات المشروع تخصيص عدة مصادر لري الأراضي المستصلحة، حيث يشمل المصدر الشمالي ممراً مائياً بطول 170 كيلومتراً من ترعة الحمام الجديدة، ينقل حوالي 7.5 مليون متر مكعب يومياً.

كما يتضمن مساراً آخر بطول 114 كيلومتراً لنقل مياه الصرف الزراعي من الدلتا القديمة إلى محطة معالجة الحمام لإعادة تدويرها وتنقيتها لتصبح صالحة للري بدلاً من تصريفها في البحر المتوسط.

بالإضافة إلى ذلك، خصصت السلطات ممراً مائياً شرقياً بطول 41.3 كيلومتراً من “ترعة تحيا مصر” لنقل 10 ملايين متر مكعب يومياً لري الدلتا الجديدة بمياه نهر النيل القادمة من فرع رشيد.

وفي سياق التوضيح، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تسمية المشروع بـ”النهر الجديد” تعبير مجازي، إذ يمثل المشروع في جوهره جرياناً مائياً يعرف باسم “ترعة مشروع مستقبل مصر”، ويبلغ طوله الفعلي نحو 175 كيلومتراً.

وأضاف أن المشروع واجه تحديات عدة في مراحله الأولى، منها مناطق تحتوي على مياه مالحة غير صالحة للزراعة، ما دفع إلى توثيق ترعتين جديدتين لتوفير المياه اللازمة لزراعة نحو مليوني فدان، بما يشمل مياه فرع رشيد والمياه المعالجة لمشروع “مستقبل مصر” الزراعي، موضحاً أن المشروع لا يعتمد فقط على سد النهضة، وإنما يشمل المخزون الاستراتيجي من بحيرة السد العالي، حيث تُخصص له نسبة محددة من المياه.

وأوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مشروع “النهر الجديد” يُعد من أضخم المشروعات المائية في تاريخ مصر، ويعتمد على نقل جزء من مياه نهر النيل وأخرى من المصارف بعد معالجتها لإعادة استخدامها في الري، ويشمل أكثر من 25 محطة رفع لضمان إيصال المياه إلى آخر نقطة في مساره عبر المناطق المرتفعة.

وأضاف شراقي أن المشروع يهدف إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة وإعادة تدويرها لمواجهة الزيادة السكانية، مشيراً إلى أن هذه المشروعات مكنت مصر من تجاوز تداعيات أزمة سد النهضة وزراعة ملايين الأفدنة باستخدام نفس كميات المياه المتاحة.

يُذكر أن مصر بدأت منذ سنوات التحضير لمواجهة تبعات سد النهضة والخسائر المتوقعة، وقد أثارت ارتفاعات منسوب نهر النيل الحالية مخاوف من امتداد تأثيراتها لتشمل مناطق جديدة خلال موسم الفيضان الحالي.

قمة أكرا.. تعزيز التعاون الإفريقي وتعميق العلاقات الثنائية بين الدول الأعضاء

اقرأ المزيد