استعادت السلطات المصرية 11 قطعة أثرية نادرة هُرّبت إلى الولايات المتحدة، بفضل جهود دبلوماسية وقضائية مشتركة، وتشمل القطع إناءً نادراً للمعبود “بس”، وعقداً على شكل رأس حورس، وقناعاً جنائزياً.
تمكنت السلطات المصرية من استرداد 11 قطعة أثرية ذات قيمة تاريخية كبيرة كانت قد هُرّبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد جهود دبلوماسية وقضائية مشتركة بين البلدين.
وجاء الإعلان الرسمي عن هذه العملية الناجحة في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء، حيث أكدت أن القطع الأثرية المستعادة تعود إلى فترات تاريخية مختلفة وتتميز بأهمية حضارية فريدة.
تضم المجموعة الأثرية المستعادة إناءً نادراً للمعبود “بس” يعود إلى العصر المتأخر من تاريخ مصر القديمة (حوالي 600 ق.م)، بالإضافة إلى عقد على شكل رأس حورس يرجع إلى الفترة ما بين 300 و700 قبل الميلاد، ورأس تمثال روماني يعود للقرون الأربعة الأولى الميلادية.
كما تشمل القطع قناعاً جنائزياً لشاب من العصر الروماني، ولوحة جدارية من عصر الدولة الحديثة مزينة بنصوص هيروغليفية، لا تزال تحتفظ بألوانها الزاهية، بالإضافة إلى شاهد قبر يعود للفترة ما بين القرنين الثالث والرابع الميلادي، وإناءً مزخرفاً بكتابات عربية من القرن التاسع عشر.
وأشار البيان إلى أن عملية الاسترداد تمت بفضل التعاون الوثيق بين القنصلية المصرية في نيويورك ومكتب المدعي العام لولاية نيويورك، إلى جانب سلطات إنفاذ القانون الأمريكية والقطاع الثقافي بوزارتي الخارجية والسياحة والآثار المصرية.
وقد جاءت هذه الخطوة بعد تحقيقات جنائية مطولة أجرتها السلطات الأمريكية، أثبتت أن القطع الأثرية خرجت من مصر بطرق غير مشروعة.
وأكدت القنصل العام المصري في نيويورك، هويدا عصام، أن هذا النجاح يعكس التزام الدولة المصرية الثابت بحماية تراثها الحضاري، كما يبرز دور التعاون الدولي في مكافحة تهريب الآثار والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وأعربت الخارجية المصرية عن تقديرها للجهود الأمريكية في هذا الصدد، مشددةً على استمرار العمل لاستعادة جميع القطع الأثرية المهربة إلى الخارج.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن القطع المستردة ستخضع للفحص والتوثيق قبل عرضها للجمهور، مؤكداً أن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المستمرة لاستعادة التراث المصري.
كما أشار شعبان عبد الجواد، مدير عام إدارة استرداد الآثار، إلى القيمة التاريخية والفنية الكبيرة للمجموعة المستعادة، والتي تضم قطعاً نادرة تعود إلى عصور مختلفة من الحضارة المصرية.
يذكر أن هذه العملية تأتي بعد شهر واحد فقط من استعادة مصر لمجموعة أخرى من الآثار من نيويورك تضم 25 قطعة أثرية نادرة، في إطار الجهود المتواصلة التي تقوم بها الدولة المصرية لاسترداد تراثها الأثري المهرب.
وتؤكد السلطات المصرية أنها تواصل تعقب القطع الأثرية المسروقة في مختلف دول العالم، بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المعنية بحماية التراث الإنساني.
قافلة الصمود البرية لكسر الحصار عن غزة تعبر من تونس إلى ليبيا
