تطور العلاقات العسكرية بين مصر والصين بشكل ملحوظ مع مباحثات لتعزيز التعاون في صفقات أسلحة وتدريبات مشتركة، حيث تسعى مصر لتنويع مصادر التسلح وسط قيود أمريكية، وتعزز شراكاتها مع دول عدة.
تشهد العلاقات العسكرية بين مصر والصين تطوراً ملحوظاً، حيث تجري مباحثات مكثفة بين مسؤولين من البلدين لتعزيز التعاون في مجالات متعددة تشمل صفقات أسلحة متطورة، تدريبات مشتركة، وتبادل الخبرات التكنولوجية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية مصرية أوسع لتنويع مصادر التسلح وتعزيز القدرات الدفاعية للجيش المصري.
وكشفت مصادر مصرية مطلعة عن أن اللقاءات بين الجانبين تركز على مشاريع تعاون فني ولوجستي، بما في ذلك احتمال توقيع عقود لتوريد أنظمة دفاع جوي صينية، بالإضافة إلى تدريبات مشتركة في مجالات مكافحة الإرهاب والحرب الإلكترونية.
وأكدت المصادر أن مصر لا تهدف إلى استبدال الولايات المتحدة بشريك آخر، بل تسعى لتنويع خياراتها الدفاعية لضمان استقلالية قرارها العسكري.
وأشار الخبراء إلى أن القيود الأمريكية على صفقات الأسلحة المتقدمة لمصر، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز F-15، تدفع القاهرة للبحث عن بدائل أخرى.
وأوضح عمرو هاشم ربيع، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن بعض الأسلحة الأمريكية تأتي بقيود رقمية قد تحد من فعاليتها في سيناريوهات معينة، مما يعزز الحاجة إلى خيارات أكثر مرونة.
ولا تقتصر جهود مصر على التعاون مع الصين، بل تمتد إلى شراكات مع روسيا ودول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى تعاون محتمل مع دول مثل الهند والبرازيل، ويرى الخبراء أن هذا التنوع يهدف إلى بناء قوة ردع قوية في منطقة تشهد توترات متصاعدة.
ومن جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية عصام عبد الشافي أن مصر تمتلك الإمكانيات لتعزيز تفوقها العسكري دون الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، لكنه أشار إلى تحديات سياسية قد تعيق هذا المسار، خاصة في ظل الارتباط التاريخي بالعلاقات الأمريكية منذ اتفاقية كامب ديفيد.
واقترح عبد الشافي أن التركيز على بناء تحالفات إقليمية، خاصة مع تركيا، ودعم حركات المقاومة الفلسطينية، قد يكون عاملاً مساعداً في تعزيز الأمن القومي المصري، بدلاً من الاعتماد الكامل على القوى الكبرى ذات الأجندات الخاصة.
وحذر الخبير توفيق طعمة من أن مسار تنويع مصادر التسلح قد يواجه ضغوطاً أمريكية، خاصة في ظل اعتماد الجيش المصري على التكنولوجيا والتدريب الأمريكي في بعض القطاعات الحيوية. ومع ذلك، تبقى مصر مصممة على تعزيز استقلاليتها الاستراتيجية في بيئة إقليمية متقلبة.
وتبذل مصر جهوداً حثيثة لتعزيز شراكاتها الدفاعية مع الصين وغيرها من القوى العالمية، في إطار سعيها لتحقيق توازن استراتيجي يضمن لها حرية الحركة ويقوي قدراتها العسكرية في مواجهة التحديات الإقليمية.
معلم مصري يواجه المحاكمة بعد اتهامه بالتنمر والتحرش بطالبات في الجيزة
