05 ديسمبر 2025

مصر تسعى إلى إعادة طرح فكرة إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة توفر الحماية للدول العربية، وذلك عقب الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، بحسب ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية.

وبحسب التقرير، خفّضت القاهرة اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع حرب غزة، في خطوة أثارت تدخل واشنطن لنقل معلومات أساسية بين الطرفين.

وفي السياق ذاته، تكثف مصر تنسيقها مع السعودية وفرنسا لزيادة الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، فيما عبّر مندوبها لدى الأمم المتحدة عن استياء بلاده بلهجة حادة خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن تناولت تداعيات الهجوم على مسؤولي حماس في الدوحة.

ويسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى استعادة الدعم العربي من خلال إنشاء قوة مشتركة على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحيث تكون قادرة على الدفاع عن أي دولة عربية تتعرض لهجوم خارجي.

وقد طُرح هذا المقترح مجدداً خلال المحادثات الدبلوماسية الجارية تحضيراً للقمة العربية الإسلامية المرتقبة في الدوحة، مع آمال مصرية بالحصول على دعم لتنفيذه بعد أن طُرح لأول مرة قبل نحو تسع سنوات.

وغير أن المبادرة تواجه عقبات تتعلق بآلية التدخل وتوقيت عمل القوة، وهو ما تعمل القاهرة على معالجته عبر صياغة مقترحات عسكرية تضمن تشغيل القوة عند الحاجة، وتحديد تشكيلها بما يتناسب مع عدد سكان الدول العربية وقدراتها العسكرية، مع الحرص على مراعاة التوازنات الإقليمية والسياسية، وتشمل التصورات مشاركة جنود من دول مثل المغرب والجزائر، وتوزيع الأدوار القيادية بما يضمن توازناً بين الأطراف.

ووفق مصادر مطلعة، تسعى مصر إلى الاحتفاظ بالقيادة العليا لهذه القوة، على أن تُمنح القيادة الثانية للسعودية أو لإحدى دول الخليج، بينما تقترح القاهرة إرسال نحو 20 ألف مقاتل من جيشها للمشاركة في القوة المشتركة.

كما تأمل في استغلال المبادرة لتسريع وتيرة تطوير جيشها والحصول على أحدث أنظمة التسليح، مع افتراض أن يتولى قيادة القوة رئيس هيئة أركان الجيش المصري أو أحد كبار الضباط برتبة مظلي.

وتشير المعلومات إلى استمرار المشاورات العربية بشأن تشكيل القوة، خصوصاً مع السعودية التي يُتوقع أن تكون ثاني أكبر مساهم.

وفي المقابل، يحذر دبلوماسيون مشاركون في وضع الإطار العام من تصوير المبادرة كإعلان حرب عربية على إسرائيل، خشية أن يُستخدم ذلك ذريعة من بعض الأطراف للانخراط المباشر في صراع عسكري.

وبين الطموحات المصرية والتحديات الإقليمية، يبقى مستقبل هذه القوة العربية المشتركة رهين المواقف العربية ومدى قدرتها على تجاوز الحسابات السياسية المعقدة لصياغة تحالف عسكري يوازي “ناتو عربي” فعلي.

روسيا والصين تحبطان مشروع قرار أمريكي “غير واضح” حول غزة

اقرأ المزيد