تبدي مصر تشكيكاً في نجاح مسار “الحوار المهيكل” الذي أطلقته الأمم المتحدة في ليبيا، متوقعة خلافات حادة حول اختيار المشاركين وغياب معايير واضحة للتمثيل، وترى القاهرة أن بقاء المرتزقة يهدد أي تسوية، وسط مخاوف من فراغ سياسي جديد.
تشهد المبادرة الأممية الجديدة لحل الأزمة الليبية، والمسماة بـ”الحوار المهيكل”، حالة من التشكيك في القاهرة إزاء قدرتها على تحقيق تقدم فعلي نحو الانتخابات وتوحيد الحكومة.
المبادرة التي أعلنتها مبعوثة الأمم المتحدة هانا تيتيه في أغسطس الماضي، تهدف إلى إشراك أطراف سياسية ومدنية ومجتمعية في مناقشة ملفات الحكم والاقتصاد والأمن والمصالحة.
مصدر مصري مطّلع أكد أن القاهرة ترى عقبات جوهرية تهدد بانهيار المسار قبل بدايته، أبرزها الخلاف المتوقع حول قائمة المشاركين، ما قد يشعل تنافساً بين القبائل والأحزاب والمكونات المحلية حول التمثيل والأوزان داخل الحوار.
وأشار المصدر إلى غياب معايير واضحة لاختيار الأعضاء، وعدم وجود آليات محددة لاتخاذ القرار، الأمر الذي يثير مخاوف من صدامات سياسية وإعلامية وربما ميدانية.
وشدد المصدر على أن الموقف المصري ثابت بشأن ضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب كشرط أساسي لتهيئة أي مناخ سياسي مستقر، لافتاً إلى أن بقاء السلاح والقوى غير المنضبطة يجعل أي خلاف قابلاً للتحوّل سريعاً إلى نزاع مسلح.
ويرى خبراء ليبيون أن فرص نجاح “الحوار المهيكل” محدودة في ظل استمرار سيطرة القوى النافذة، السياسية والعسكرية، على المشهد، وقدرتها على إعادة إنتاج نفسها واحتواء المبادرات الدولية.
وأوضح مدير مركز دراسات دول الجوار الليبي أن القبائل أصبحت طرفاً ضعيفاً يُستغل لتعزيز مواقع القوى الكبرى، بينما يواجه المجتمع الليبي أزمات معيشية تفوق اهتمامه بالصراع السياسي.
وفي السياق نفسه، اعتبر مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبد الله، أن العملية الأممية تُعيد تدوير الوجوه نفسها التي شاركت في مسارات الصخيرات وجنيف، وهي أطراف مرتبطة ببُنية الأزمة.
كما انتقد غياب معايير واضحة للتمثيل، واعتماد آليات “التزكية” التي تزيد الشكوك حول حياد العملية.
وبذلك، تبدو المبادرة الأممية مهددة بمصير مشابه لمسارات سابقة، وسط انقسامات حادة وموازين قوى لا تزال تمنع أي اختراق سياسي حقيقي في ليبيا.
المنظمة الدولية للهجرة تسهل عودة 166 مهاجراً من ليبيا إلى نيجيريا
