جددت مصر موقفها الرافض لأي تحركات أو إجراءات أحادية من شأنها تأجيج التوتر في منطقتي القرن الإفريقي والبحر الأحمر، مؤكدة أن مثل هذه الخطوات تمثل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار الإقليميين، وتتناقض مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية.
وجاء هذا الموقف خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالرئيس الأنغولي جواو لورنسو، في العاصمة لواندا، حيث سلم الوزير رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر فيها عن تقدير القاهرة للعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، والحرص المتبادل على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ووفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي خلال زيارته الرسمية لأنغولا التزام بلاده بتعزيز التنسيق المشترك مع لواندا حيال القضايا الإقليمية والدولية، مشيدا بالدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية في الفترة الأخيرة، لا سيما عقب زيارة الرئيس الأنغولي إلى مصر في أبريل الماضي.
وسلط الوزير المصري الضوء على اهتمام الشركات المصرية بتوسيع حضورها الاستثماري في أنغولا، خصوصا في المشروعات المرتبطة بـممر لوبيتو التنموي وغيره من الممرات الاستراتيجية، مشيرا إلى الخبرات الواسعة التي تمتلكها الشركات المصرية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى داخل القارة الإفريقية.
كما أشار إلى دراسة إنشاء تحالف يضم شركات مصرية للمشاركة في هذه المشروعات بما يدعم التنمية ويعزز كفاءة شبكات النقل والخدمات اللوجستية.
وأكد عبد العاطي إلى أهمية التنسيق المستمر بين الجانبين في ملفات السلم والأمن داخل الاتحاد الإفريقي، خصوصا ما يتعلق بالقرن الإفريقي والسودان وشرق الكونغو ومنطقة الساحل، مؤكدا ضرورة تكثيف المشاورات لمواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها بعض دول القارة.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، أن القاهرة حريصة على دعم أنغولا خلال رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، في ظل ما تمر به القارة من تحديات أمنية وسياسية معقدة.
وشدد على التزام البلدين بتعزيز التعاون لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، انطلاقا من مبدأ “الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية”.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الأنغولي عن تقديره الكبير للرئيس السيسي، مؤكدا اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين، وتطلعه إلى تعزيز الشراكة الثنائية وتوسيع مجالات التعاون خلال المرحلة المقبلة.
كما عقد وزير الخارجية المصري لقاء مع نظيره الأنغولي تيتي أنطونيو، ناقشا خلاله تطورات الأوضاع في عدد من الملفات الإفريقية، بينها السودان والساحل والصومال والبحيرات العظمى، إلى جانب التأكيد على أهمية التنسيق المشترك خلال عضوية البلدين في مجلس السلم والأمن الأفريقي.
وفي ختام الزيارة، ترأس الوزيران أعمال الدورة الأولى للجنة المشتركة بين مصر وأنغولا، حيث تم التأكيد على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، إلى جانب التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الصحة والمستحضرات الصيدلانية، والطيران المدني، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وحذرت مصر في نوفمبر الماضي من محاولات بعض الأطراف الإقليمية تصدير أزماتها الداخلية إلى محيط البحر الأحمر، مشددة على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة بالنسبة لأمن القرن الإفريقي، وذلك في أعقاب تصريحات إثيوبية أثارت جدلا حول مسألة الوصول إلى البحر الأحمر.
مصر: انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية 2024
