مع استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تكبدت قناة السويس المصرية خسائر كبيرة جراء هجمات جماعة “الحوثي” اليمنية على السفن، مما أدى إلى تراجع إيرادات القناة بشكل ملحوظ.
وانخفضت الإيرادات من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 إلى 7.2 مليار دولار في 2023-2024، وفقاً لتصريحات الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس.
وتعزى هذه الخسائر جزئياً إلى تغيير مسار شركات شحن عالمية منذ نهاية نوفمبر الماضي، لتجنب المرور في البحر الأحمر، بعد استهداف السفن المارة بالممر الملاحي من قبل الحوثيين، وذلك رداً على الحرب الإسرائيلية المستمرة في غزة.
وأوضحت مجلة “إسرائيل ديفنس” الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، أنه “رغم ما تعانيه مصر من خسائر بسبب توترات البحر الأحمر، فإنها ترفض القيام بعمل عسكري ضد جماعة الحوثي”، مشيراة إلى أن “القاهرة تضع الاعتبارات الاستراتيجية والخوف من التصعيد الإقليمي والعلاقات السياسية مع العالم العربي، فوق أي اعتبار”.
وأضافت المجلة: “مصر لم تتعاون مع التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة في هذا الصدد”، موضحة أن “القاهرة تفضّل ممارسة الضغوط السياسية وتعزيز وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، على أساس أن هذا هو الحل الصحيح لإنهاء القتال، بدلاً من الدخول في حملة عسكرية أخرى من شأنها تصعيد الوضع”.
وبحسب الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد، تعتمد خطة مصر للتعامل مع هجمات الحوثي في البحر الأحمر، على “المسار الدبلوماسي”، مؤكداً أن “القاهرة حريصة على علاقات طيبة مع جميع الأطراف، وتنأى بنفسها عن الدخول في تحالفات من شأنها تأجيج الصراع في المنطقة”.
يذكر أن مصر تقدم حوافز لشركات الشحن لتحفيز استخدام قناة السويس رغم المخاطر، كما تدعم العمليات البحرية الدولية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، وتشارك في القوة البحرية المشتركة (153) لضمان استقرار المنطقة.
مطورون يستبعدون حصول فقاعة عقارية في مصر