05 ديسمبر 2025

سجلت مصر في يوليو الماضي أعلى مستوى لوارداتها من الغاز الطبيعي المسال، في خطوة تؤكد نجاح البلاد في تأمين احتياجاتها المحلية من الوقود، خاصة في ظل تزايد الطلب خلال فصل الصيف.

ووفقاً لبيانات وحدة أبحاث الطاقة، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، فقد استوردت مصر نحو مليون طن من الغاز المسال خلال يوليو، وهو ما يعادل ضعف الكمية المسجلة في يونيو البالغة 0.48 مليون طن.

ويمثل هذا الرقم ذروة غير مسبوقة في تاريخ واردات مصر من الغاز المسال، متجاوزاً المستويات المسجلة في شهري يوليو وأغسطس من عام 2016، حين بلغت الواردات نحو 0.8 مليون طن في كل منهما.

ومنذ استئنافها استيراد الغاز المسال في يونيو 2024، وحتى نهاية يوليو 2025، بلغت واردات مصر الإجمالية نحو 5.9 مليون طن، بينها 3.41 مليون طن تم استيرادها خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 فقط، مقارنة بنحو 2.8 مليون طن طوال عام 2024.

وتوزّعت الواردات الشهرية منذ بداية العام الجاري على النحو التالي: يناير: 0.41 مليون طن، فبراير: 0.28 مليون طن، مارس: 0.40 مليون طن، أبريل: 0.34 مليون طن، مايو: 0.49 مليون طن، يونيو: 0.48 مليون طن،يوليو: مليون طن.

واحتلّت الولايات المتحدة الأمريكية موقع الصدارة بين مورّدي الغاز المسال إلى مصر، حيث صدّرت نحو 0.79 مليون طن خلال يوليو وحده، تلتها ترينيداد وتوباغو بـ0.14 مليون طن، وغينيا الاستوائية بـ0.073 مليون طن.

وبحسب تقرير “مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية” الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، فقد شكّلت الولايات المتحدة 89% من واردات مصر خلال النصف الأول من عام 2025، مستفيدة من وفرة المعروض الأمريكي في السوق الفورية.

ويأتي هذا الارتفاع الملحوظ في حجم الواردات بالتزامن مع دخول سفينتَي التغويز “إنرغوس باور” و”إنرغوس إسكيمو” الخدمة، بطاقة تشغيلية تبلغ 750 مليون قدم مكعبة يومياً لكل منهما، ما عزز قدرة مصر على استقبال الغاز وتحويله إلى صورته القابلة للاستخدام.

ومع اقتراب تشغيل سفينة “إنرغوس فورس” الراسية في ميناء العقبة الأردني خلال أغسطس الجاري، ترتفع القدرة الإجمالية لمصر في تغويز الغاز إلى نحو 3 مليارات قدم مكعبة يومياً، أي ما يعادل أربعة أضعاف ذروة الطلب المحلي الذي يبلغ نحو 7.5 مليار قدم مكعبة يومياً، وتستخدم مصر من هذه القدرة ما يكفي فقط لتغطية احتياجاتها الداخلية.

وتُعد زيادة واردات الغاز المسال ركيزة أساسية لضمان أمن الطاقة في البلاد، خاصة في ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تضاعف الطلب على الكهرباء، وقد مكّن هذا التوفر في الإمدادات قطاع الكهرباء من تلبية أحمال قياسية بلغت 39.4 ألف ميغاواط يوم 28 يوليو، في أعلى مستوى مسجّل في تاريخ مصر، بحسب بيانات وزارة الكهرباء.

كما تمنح قدرات التغويز الموسّعة لمصر مرونة في شراء الغاز عبر المناقصات العالمية، ما يتيح الحصول على الشحنات بأسعار تنافسية تلبي متطلبات السوق المحلي بأقل تكلفة ممكنة.

تحويل المساعدات الأمريكية إلى لبنان يثير استياء مصرياً

اقرأ المزيد