مصادر دبلوماسية مصرية كشفت أن القاهرة تلقت عرضاً غربياً يتضمن “حزمة اقتصادية ضخمة” تشمل منحاً أوروبية واستثمارات خليجية بضمانة أمريكية، مقابل القبول بتهجير سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
وأكدت المصادر أن الرد المصري جاء قاطعاً بالرفض، استناداً إلى الموقف الثابت الرافض لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وبحسب المصادر، أبلغت القاهرة مسؤولين أوروبيين اجتمعوا بها الأسبوع الماضي، استعدادها للتعاون في أي خطط تضمن بقاء سكان القطاع في أراضيهم، سواء عبر برامج عاجلة لإعادة الإعمار أو ترتيبات أمنية تحول دون تحول غزة إلى مصدر تهديد لإسرائيل.
وأوضح مصدر مصري أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي شدد خلال لقاءاته الأخيرة مع مسؤولين أوروبيين في القاهرة وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، على ضرورة ترجمة الاعترافات الغربية المتزايدة بالدولة الفلسطينية إلى خطوات عملية تفضي إلى وقف الحرب ووقف مشاريع الضم في الضفة الغربية.
كما كشف عن اتصالات مصرية مع دولتين، إحداهما أفريقية والأخرى آسيوية، لحثهما على رفض عروض إسرائيلية تستهدف توفير “وطن بديل” للفلسطينيين.
ويأتي تصاعد الضغوط على مصر، وفق أحد المصادر، نتيجة إدراك الحكومة الإسرائيلية لصعوبة تنفيذ سيناريو التهجير خارج غزة، سواء بحراً أو عبر دول ثالثة، واصفاً تلك التصورات بأنها “مستحيلة عملياً”.
وفي المقابل، اعتبر دبلوماسي أوروبي شارك في نقاشات حول المقترح أن العرض الغربي كان يستهدف “إنقاذ أرواح الفلسطينيين”، عبر نقلهم بشكل “مؤقت” إلى مصر لتقليص ذرائع إسرائيل باستمرار عملياتها العسكرية.
وأكدت القيادة المصرية رفضها المتكرر لهذه الطروحات، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السنغافوري ثارمان شانموجار أتنام، السبت الماضي، إن “تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مشدداً على أن الموقف المصري “ثابت لا يتغير، سواء بقيت في موقعي أو لم أبقَ”.
مصر: القبض على متهم بالتحرش بطفل بعد فيديو صادم
