05 ديسمبر 2025

مصر تعرب عن رفضها القاطع لخطة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى احتلال كامل قطاع غزة، ووصفتها بأنها “امتداد ممنهج لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”، محذرة من تداعيات هذا القرار على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي بيان شديد اللهجة صدر اليوم الجمعة عن وزارة الخارجية المصرية، أدانت القاهرة قرار “الكابينت” الإسرائيلي الذي صادق على خطة تدريجية طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتهدف إلى التوغل في المناطق المتبقية من قطاع غزة، رغم التحذيرات الصادرة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن المخاطر المترتبة على حياة الأسرى والجنود.

وأدانت مصر بأشد العبارات الخطط الإسرائيلية الرامية إلى فرض أمر واقع بالقوة في غزة، وتعتبرها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة”.

وأضافت الخارجية أن “المضي قدمًا في هذه السياسة التي تعتمد على التجويع والقتل الممنهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، وتعميق الكراهية، وإشعال التطرف في المنطقة بأسرها”.

ودعت مصر المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى “تحمّل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لوقف ممارسات الاحتلال، التي تنتهك بشكل صارخ قواعد القانون الدولي، وتقوّض فرص السلام وحل الدولتين”.

وشدد البيان على أن “السلام الحقيقي لن يتحقق دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وكان نتنياهو قد عرض أمس الخميس خطة عسكرية جديدة خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، تقضي بتحرّك الجيش الإسرائيلي نحو مناطق وسط القطاع ومدينة غزة، بما في ذلك توغلات في مراكز تجمعات سكانية، وذلك بعد تهجير السكان نحو الجنوب، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

ورغم تراجع الجيش الإسرائيلي في أبريل الماضي عن معظم مناطق مدينة غزة بعد احتلال دام لأشهر، بحجة “تدمير بنية حماس التحتية”، فإن الخطة الجديدة تشير إلى نية إسرائيل استئناف الهجوم للسيطرة الكاملة على ما تبقى من القطاع، والذي يشمل أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات النصيرات والمغازي والبريج.

وتشير التقديرات إلى أن ما تبقى من أراضٍ لم تدخلها القوات الإسرائيلية تمثل نحو 10 إلى 15 في المئة فقط من مساحة القطاع، بحسب ما نقلته “الأناضول” عن مصادر فلسطينية محلية.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل سبق أن احتلت قطاع غزة بالكامل لمدة 38 عاما بين عامي 1967 و2005، قبل أن تنسحب منه تحت ضغط الانتفاضات والمقاومة، بينما تحاصر القطاع منذ عام 2007.

 

مصر تبدأ تدريب قوات فلسطينية وتدعو لدعم دولي لإعادة الاستقرار

اقرأ المزيد