05 ديسمبر 2025

شهدت السفارات المصرية في عدة دول مظاهرات تطالب بفتح معبر رفح، مما أثار تساؤلات حول حماية بعثاتها، وأكدت السفيرة سها جندي أن الدولة المضيفة مسؤولة عن حماية السفارات، بينما يملك مصر حقوقاً بموجب القانون الدولي للرد على الاعتداءات.

شهدت سفارات وبعثات مصرية في عدة دول مظاهرات ومحاولات لحصارها خلال الأسابيع الماضية، وذلك على خلفية دعوات لفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، رغم التأكيدات المتكررة من القاهرة بأن الجانب المصري من المعبر مفتوح، وأن التعطيل يأتي من الجانب الإسرائيلي.

وأثارت هذه الأحداث تساؤلات حول الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي يمكن لمصر اتخاذها في حال تعرض بعثاتها الدبلوماسية لأي اعتداءات، وما إذا كانت هناك خطط لتعزيز حماية هذه البعثات في مواجهة التحركات العدائية.

وفي هذا الصدد، قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سابقاً، أن حماية السفارات الأجنبية على أراضي الدولة المضيفة هي مسؤولية أساسية تقع على عاتق تلك الدولة، مشددة على أن أي تقصير في هذا الشأن يمثل انتهاكاً للالتزامات الدولية المنصوص عليها في القانون الدولي.

وأضافت جندي: “مصر تتعامل بجدية كبيرة مع مسألة حماية السفارات المعتمدة لديها، حيث توفر حراسة أمنية مشددة من قبل وزارة الداخلية لجميع البعثات الدبلوماسية على أراضيها”.

وتابعت: “تختلف درجة الحماية المقدمة للسفارات وفقاً لتقييم المخاطر المحتملة، فبعض السفارات تحظى بحراسة مكثفة نظراً لطبيعة التهديدات التي قد تواجهها”.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والمحاضر بجامعة الإسكندرية، أن مصر تملك حقوقاً واضحة بموجب القانون الدولي للرد على أي اعتداءات تستهدف بعثاتها الدبلوماسية.

وقال مهران: “اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 تلزم الدول المضيفة بتأمين الحماية الكافية للسفارات الأجنبية، وأي إخلال بهذا الالتزام يعطي الحق للدولة المتضررة في اتخاذ إجراءات مماثلة، بما في ذلك تخفيض مستوى الحماية المقدمة لسفارات الدولة المعنية في أراضيها”.

وأضاف: “المعاملة بالمثل هي أحد الخيارات المتاحة، حيث يمكن لمصر أن تقلل من مستوى الحماية الأمنية لسفارة الدولة التي فشلت في تأمين بعثتها الدبلوماسية، أو حتى سحب بعض الامتيازات الدبلوماسية”.

وتابع: “الدولة المضيفة تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية السفارات، حتى لو صدرت الاعتداءات من جهات غير حكومية، وعليها التحقيق الفوري في أي حوادث ومحاسبة المسؤولين”.

ويذكر أن عناصر وقيادات إخوانية نظمت مظاهرات أمام سفارات مصر في بعض العواصم الأوروبية، للمطالبة بفتح معبر رفح، كما شهدت السفارة المصرية في تل أبيب تظاهرة الخميس الماضي نظمها عناصر إخوانية فلسطينية، رفعوا خلالها العلم الإسرائيلي، في خطوة أثارت استنكاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت السفيرة سها جندي أن مصر لديها عدة خيارات للتعامل مع هذه الاعتداءات، بدءاً من الاحتجاج الرسمي، مروراً بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، ووصولاً إلى رفع الأمر إلى الأمم المتحدة في حال استمرار التقصير.

وقالت: “في حال عدم استجابة الدولة المضيفة، يمكن لمصر تصعيد الأمر عبر القنوات الدولية، أو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، وقد يصل الأمر إلى تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية أو قطعها إذا تطلب الأمر”.

وأضافت أن وزارة الخارجية المصرية تدرس حالياً عدداً من الإجراءات، على رأسها المعاملة بالمثل، مع التأكيد على أن حماية السفارات مسألة سيادية لا تقبل المساس بها.

المنتخب المصري يبلغ ربع نهائي الأولمبياد بفوز مثير على إسبانيا

اقرأ المزيد