الهيئة العامة للرعاية الصحية في مصر، أعلنت عن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مجال الجراحات الدقيقة والمناظير المتقدمة، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية على مستوى الخدمات الطبية.
وجرت أولى العمليات باستخدام هذه التقنية في مجمع السويس الطبي، وشملت مناظير القولون القادرة على الكشف المبكر عن الأورام الدقيقة ومعالجتها بدقة عالية.
وذكرت الهيئة أن العمليات الناجحة تضمنت شق عضلة المريء لعلاج “الأكاليزيا”، وإزالة حصوات القنوات المرارية وتركيب الدعامات، إضافة إلى استخدام مناظير الموجات الصوتية لأخذ عينات من البنكرياس بدقة، بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح مختصون أن هذه التكنولوجيا تتيح للأطباء تحليل البيانات الطبية قبل الجراحة لتقييم الحالة بدقة، وتزويد الجراح أثناء العملية بمؤشرات حول المناطق الحساسة داخل الجسم، والتنبيه عند الاقتراب منها.
كما يمكنها المساهمة في مرحلة ما بعد الجراحة عبر متابعة الحالة وتحديد الحاجة لرعاية إضافية، فضلًا عن دورها في تدريب الأطباء باستخدام تقنيات المحاكاة.
وأشار خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في التشخيص الطبي، من خلال قراءة صور الأشعة والتحاليل وربطها بالسجل المرضي، إضافة إلى دعم الأنظمة الروبوتية في إجراء العمليات ومراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى، وكذلك تسريع الأبحاث لاكتشاف أدوية وعلاجات جديدة.
وفي المقابل، حذر الأطباء من تحديات تتعلق بسرية بيانات المرضى ودقة النتائج، مؤكدين ضرورة تدريب الكوادر الطبية على الاستخدام الآمن لهذه التقنيات، مع التأكيد على بقاء الإشراف البشري عنصرًا أساسيًا في الجراحات المعقدة.
يذكر أنه في مايو 2006، أجريت في المملكة المتحدة أول عملية جراحية مستقلة بالكامل بواسطة روبوت طبي مدعوم بالذكاء الاصطناعي على مريض يبلغ من العمر 34 عاما كان يعاني من اضطراب في نظم القلب، وذلك دون تدخل جراح بشري مباشر.
واعتمد الروبوت على قاعدة بيانات تضم نحو 10,000 عملية مماثلة، وأثبت أداء فائقا من حيث الدقة وسرعة التنفيذ مقارنة بالمعدل البشري.
مصر تبني أضخم قوة جوية في الشرق الأوسط
