حذر خبراء من احتمال تعرض دول حوض النيل لأزمة مائية في السنوات القادمة، وذلك مع تزايد المخاوف من تأثيرات سد النهضة الإثيوبي على حصص المياه لدول المصب.
وأكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أن احتمال تعرض المنطقة لفترة جفاف في المستقبل القريب يبدو كبيرا، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الاحتياطات المائية.
وأوضح شراقي أن تأثير سد النهضة سيكون كبيرا على تدفق المياه إلى مصر والسودان، حيث يهدف الجانب الإثيوبي إلى تخزين نحو 74 مليار متر مكعب من المياه، وهو يتجاوز بذلك الحصة السنوية لدول المصب مجتمعة.
وأضاف الخبير المصري أن ملء خزان السد سيستمر حتى سبتمبر، ويحتجز كميات كبيرة من المياه خلف بواباته.
وفي سياق متصل، أشار شراقي إلى أن السكان المحليين في إثيوبيا لن يستفيدوا بشكل مباشر من خزان السد، فهم يعتمدون على الزراعات المطرية، بينما تتركز الحاجة للري في مناطق أسفل النهر بعيدا عن الخزانات.
أوضح شراقي أن الحكومة المصرية تنفذ عددا من المشروعات لضمان أمنها المائي، بما في ذلك مشاريع تحلية المياه وإعادة استخدامها، وتطوير أنظمة الري، لافتا إلى أهمية الاحتياطي المائي في بحيرة ناصر، وضرورة الحفاظ عليها وترشيد استهلاك المياه لمواجهة أي نقص محتمل.
وأشار الخبير المصري إلى “اتفاقية عنتيبي” الموقعة عام 2010، التي تمنح دول المنبع حقوقا في استخدام المياه لمشاريع الطاقة والزراعة دون الحاجة لإخطار مسبق لدول المصب، الأمر الذي يثير مخاوف مصر والسودان.
ويهدف سد النهضة لتوليد حوالي 5250 ميجاوات من الكهرباء، لكن تأثيراته الإقليمية ستطال مصر والسودان، فسد الروصيرص في السودان مهدد بأن تغمره مياه سد النهضة، بينما سيؤدي انخفاض تدفق المياه إلى في مصر لمشاكل كبيرة في الزراعة وتوليد الكهرباء.
وكانت إثيوبيا أعلنت عن اكتمال عملية الملء الرابع للسد في سبتمبر 2023، وهذا الأمر تعارضه مصر والسودان وتطالب بالتوصل إلى اتفاق شامل حول قواعد الملء والتشغيل.
عبد الحميد صابيري يسخر من تقارير ارتباطه بالانتقال للأهلي أو الزمالك