05 ديسمبر 2025

مصر جددت تحذيرها من تجاهل حقوقها المائية في نهر النيل، مؤكدة أن أمنها المائي يمثل مسألة “وجودية” لا تقبل التهاون، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لقناة محلية، شدد فيها على أن ملف مياه النيل بات على رأس أولويات الدولة المصرية.

وقال عبد العاطي إن الحكومة المصرية، بقيادة لجنة عليا يرأسها رئيس الوزراء، تتابع عن كثب تطورات هذا الملف الحيوي، مشيرا إلى أن إدارته ليست مقتصرة على مؤسسة بعينها، بل تشكل مسؤولية متكاملة لجميع مؤسسات الدولة.

وأوضح أن هناك تنسيقا كاملا في هذا الشأن يعكس مدى الجدية السياسية في التعامل مع التحديات المرتبطة بسد النهضة الإثيوبي.

وأضاف الوزير أن القاهرة تبذل جهودا دبلوماسية متواصلة لنقل الصورة الحقيقية للمجتمع الدولي، مشيرا إلى أن “الطرف الآخر يصر على التعنت ويتجاهل القانون الدولي”، في إشارة إلى إثيوبيا، التي تواصل عمليات ملء وتشغيل السد من دون اتفاق قانوني ملزم.

وأكد أن مصر استنفدت مسار التفاوض على مدار أكثر من 11 عامًا دون إحراز تقدم حقيقي، مضيفًا: “نحتفظ بحق الدفاع عن مصالحنا المائية إذا وقع أي ضرر”.

وشدد عبد العاطي على أن مصر لا تفرط في هذا الملف، إذ يتم طرحه باستمرار في كل اللقاءات الرئاسية والوزارية مع الشركاء الدوليين، مشيراً إلى تزايد الوعي الإفريقي بشواغل مصر المائية، واصفا إثيوبيا بـ”الطرف المتعنت” الذي يعرقل الوصول إلى حلول توافقية.

وتشكل مياه نهر النيل شريان الحياة في مصر، حيث توفر نحو 97% من مواردها المائية، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات متصاعدة من تغيّر المناخ والنمو السكاني.

وتقدر حصة مصر السنوية من مياه النيل بـ 55.5 مليار متر مكعب، بموجب اتفاقيات تعود إلى القرن الماضي، بينما يثير سد النهضة، الذي بدأت أديس أبابا تشييده عام 2011، مخاوف القاهرة بشأن تقليص تلك الحصة دون ضمانات دولية واضحة.

ورغم تعدد جولات التفاوض الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا، تعثرت المفاوضات مرارًا وسط رفض إثيوبي التوقيع على اتفاق قانوني ملزم لإدارة السد وحماية حقوق دول المصب.

وبالتوازي مع المسار الدبلوماسي، تواصل القاهرة تدويل القضية عبر طرحها في المحافل الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن، لتسليط الضوء على مخاطر السياسات الأحادية لأديس أبابا.

ويأتي هذا التحرك المصري في ظل إدراك رسمي بأن إدارة الموارد المائية تمثل تحديا استراتيجيا داخليا أيضا، يتطلب تحسين كفاءة الاستخدام في قطاعات الزراعة والصناعة، إلى جانب مواجهة تأثيرات التغير المناخي.

سحب الجنسية المصرية من المخرج وائل صديقي

اقرأ المزيد