05 ديسمبر 2025

الحكومة المصرية تبدأ تنفيذ تعديلات قانون “الإيجار القديم” بوضع قواعد لجان الحصر ونظام إلكتروني لطلبات “السكن البديل”، عقب تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون الشهر الماضي.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء، أقرّت آليات تشكيل اللجان المختصة بتقسيم المناطق المؤجرة إلى فئات “متميزة” و”متوسطة” و”اقتصادية”، وفق معايير تشمل الموقع الجغرافي، وطبيعة المنطقة، ومستوى البناء، ونوعية المواد المستخدمة، ومساحات الوحدات، إضافة إلى توافر المرافق والخدمات وشبكة الطرق ووسائل النقل.

وحدّد قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مهلة ثلاثة أشهر لإنجاز أعمال هذه اللجان، مع وضع ضوابط تمنع تضارب المصالح، من بينها حظر عضوية أي شخص تربطه صلة قرابة أو مصلحة شخصية بعقارات داخل نطاق عمل اللجنة، كما أُجيز للمحافظين تشكيل أكثر من لجنة.

وينص القانون على رفع القيمة الإيجارية للوحدات السكنية إلى 250 جنيهاً حداً أدنى، مع زيادات تصل إلى 20 ضعفاً في المناطق المتميزة، و10 أضعاف في المتوسطة والاقتصادية، على أن يبدأ تطبيق هذه الزيادات الشهر المقبل.

وأكد عضو مجلس النواب أيمن محسن أن الحكومة تتعامل مع القانون “بشفافية غير مسبوقة” وتسعى لتطبيقه بما يحقق مصالح جميع الأطراف، مشيراً إلى أن توفير وحدات بديلة وخطط التنفيذ السريعة تعكس حرص الدولة على طمأنة المواطنين.

وفي المقابل، أعلن رئيس “اتحاد مستأجري الإيجارات القديمة” شريف عبد السلام الجعار عزمه الطعن على قرارات تشكيل اللجان، منتقداً غياب قاعدة بيانات شاملة للمباني، ومعتبراً أن هناك غموضاً حول آلية توفير الوحدات البديلة وأماكنها، ما قد يضر بالمستأجرين.

ووزير الإسكان شريف الشربيني أوضح أن تلقي طلبات المستأجرين المستحقين للوحدات البديلة سيبدأ في الأول من أكتوبر المقبل، عبر منصة إلكترونية أو مكاتب البريد، لافتاً إلى أن مستأجري الوحدات غير السكنية يمكنهم اختيار صيغة التخصيص المناسبة، سواء بالإيجار المدعوم أو التمليك المباشر أو التمويل العقاري.

ولكن “اتحاد مستأجري الإيجارات القديمة” حذر من أن كثيراً من المستأجرين، خاصة ذوي الدخل المحدود، لن يتمكنوا من سداد القيم الجديدة، مطالباً بتطبيق حكم المحكمة الدستورية بتعديل القيمة الإيجارية دون الإخلاء الإجباري بعد سبع سنوات كما ينص القانون.

ويظل الجدل حول التعديلات قائماً في ظل تأثيرها المباشر على أوضاع نحو 6 ملايين مواطن يقيمون في وحدات مؤجرة منذ عقود بأسعار زهيدة، وفق بيانات “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء”.

مصر.. الكشف عن سر “المرض الغامض” الذي قضى على رجل وأبنائه الستة في المنيا

اقرأ المزيد