05 ديسمبر 2025

أثارت التعديلات المقترحة على مشروع قانون «الإجراءات الجنائية» في مصر انقساماً برلمانياً، مما دفع نواباَ للانسحاب من أول اجتماع للجنة الخاصة، بعد اعتراض الرئيس السيسي على بعض المواد.

شهدت اللجنة البرلمانية المخصصة لمناقشة تعديلات قانون الإجراءات الجنائية في مصر جلسة مضطربة، أدت إلى انسحاب عدد من الأعضاء احتجاجاً على التعديلات المثيرة للجدل، لا سيما ما يتعلق بحقوق المتهمين أثناء التحقيق.

وانسحب ثلاثة نواب بالإضافة إلى نقيب المحامين من اللجنة، وذلك إثر تمسك الحكومة -ممثلة بوزارة العدل- بتعديل المادة 105 من المشروع، التي تمنح النيابة العامة الحق في التحقيق مع المتهم دون حضور محاميه.

واعتبر المنسحبون أن هذا النص “يتعارض صراحة مع الدستور” وينتقص من ضمانات المحاكمة العادلة.

يأتي هذا التطور في أعقاب إعادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع القانون إلى مجلس النواب لإعادة النظر فيه، بعد أن كان المجلس قد أقرّه في دور الانعقاد السابق.

وعبّر الرئيس عن اعتراضه على ثماني مواد في المشروع الأصلي، داعياً إلى تضمين “مزيد من الضمانات التي تكفل محاكمة عادلة للمتهمين”.

وقال النائب أحمد الشرقاوي، أحد المنسحبين، في تصريحات إعلامية: “تمرير التعديل الحكومي على المادة بالأغلبية الضئيلة جعلنا نفضل عدم استكمال المناقشات”، مشيراً إلى أن “الحكومة تقدم اقتراحات وتعديلات من دون دراسة حقيقية لمدى توافقها مع الدستور”.

من جهتها، أكدت النائبة مها عبد الناصر، عضوة اللجنة، أن “آلية النقاشات داخل اللجنة عكست وجود توجه لتمرير جميع التعديلات خلال جلسة واحدة دون وجود مناقشات حقيقية”، لافتة إلى أن وزير العدل قدم تعديلات “تتعارض مع ما أرسله الرئيس للمجلس بشأن مزيد من الضمانات للمحاكمات العادلة”.

وكانت اعتراضات الرئيس السيسي تركزت على مواد تتعلق بضمانات حرمة المسكن، وتنظيم الحبس الاحتياطي، والإعلانات القضائية، بالإضافة إلى صلاحيات النيابة العامة في استجواب المتهمين، ورأت الرئاسة أن بعض النصوص في المشروع الأصلي تشكل “انتقاصاً من ضمانات الحرية الفردية”.

ويعلق الصحافي المتخصص في الشأن القضائي محمد بصل على الأزمة بالقول: “الوضع الحالي ليس مناسباً للانتهاء من مشروع القانون بشكل متعجل في ظل وجود حساسيات وخلافات بين النواب”، معتبراً أن “الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت من أجل مناقشة الاعتراضات والتعامل معها بهدوء”.

وتشير التطورات إلى أن المشهد التشريعي يشهد توتراً ملحوظاً، حيث تسعى الحكومة للإسراع في إقرار التعديلات، بينما يطالب نواب وخبراء بإجراء مناقشات أكثر عمقاً لهذا القانون المهم الذي يمس الحريات العامة وضمانات العدالة.

صلاح يحلق في سجل هدافي ليفربول التاريخي

اقرأ المزيد