05 ديسمبر 2025

في واقعة مأساوية هزّت محافظة المنيا جنوب مصر، كشفت التحقيقات الرسمية عن أن مبيدا حشريا يحتوي على مادة “كلورفينابير” السامة كان وراء وفاة رجل وأطفاله الستة في مركز دير مواس، بعد تعرضهم جميعا لتسمم شديد أنهى حياتهم تباعا.

وأعلنت النيابة العامة، أمس السبت، أن تقارير الطب الشرعي أكدت وجود المادة السامة في أجساد الضحايا، وفتحت تحقيقا عاجلا للتحري عن مصدر المبيد وكيفية وصوله إلى الأسرة المنكوبة.

وقال أستاذ السموم الإكلينيكية بجامعة المنيا، الدكتور محمد إسماعيل عبدالحفيظ، إن أعراض التسمم بدأت تدريجيا بوفاة ثلاثة من الأطفال، ما دفع الأسرة إلى الظن بأن السبب يعود إلى تناول وجبة فاسدة، إلا أن تتابع الوفيات لاحقا، وظهور نفس الأعراض على بقية الأبناء، أثار الشكوك حول وجود مادة سامة، وهو ما أكدته الفحوصات لاحقا.

وأشار عبدالحفيظ إلى أن الأب أبدى مقاومة نسبية للسم، لكنه فارق الحياة بعد أيام قليلة، عقب تأكيد وجود المبيد في جسده.

ومن جانبها، وصفت الأستاذة بجامعة دمياط، مادة “كلورفينابير”، الدكتورة أميرة إمام، بأنها “شديدة الخطورة ونادرة الاستخدام”، موضحة أن المركب يباع في الأسواق الزراعية رغم كونه غير مأمون الاستخدام، مشيرة إلى أن أعراضه تتدرج من آلام حادة وقيء شديد، إلى شلل واضطرابات بصرية وتنفسية، قبل أن يتوقف القلب بشكل مفاجئ.

وكانت الواقعة أثارت حالة من القلق العام، ودفعت وزارة الصحة إلى إصدار بيان عاجل نفت فيه شائعات تفشي مرض الالتهاب السحائي بين الأطفال المتوفين، مؤكدة أن نتائج المتابعة الوبائية والمعملية لم تُظهر أي زيادة في معدلات الأمراض المعدية في المنطقة.

وفي بيان لاحق، أوضحت الوزارة أنها أجرت مسحا ميدانيا شاملا شمل المستشفيات، الوحدات الصحية، وسجلات الأمراض المعدية، إلى جانب زيارات منزلية شملت منزل الضحايا والمساكن المجاورة، مؤكدة عدم تسجيل أي حالات وبائية أو أعراض مشابهة لدى سكان المنطقة.

وأعادت الواقعة فتح ملف أمان المنتجات الكيميائية في الأسواق المصرية، خاصة في المناطق الريفية، حيث غالبا ما تُتداول هذه المواد دون رقابة كافية، ما يعرض حياة المواطنين لمخاطر جسيمة دون وعي كاف بخطورة استخدامها.

 

مأساة تهز الجيزة.. أم تذبح طفليها ثم تحاول الانتحار

اقرأ المزيد