تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من الكشف وإلقاء القبض على عصابة في محافظة سوهاج بجنوب صعيد مصر، متورطة في استدراج المحتاجين ماليا لشراء أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية ضخمة يحصلون عليها من شركات التأمين.
بدأت خيوط القضية عندما لاحظ أحد العاملين في مستشفى سوهاج العام نقصا غير مبرر في بعض المحاليل الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية، ما دفعه إلى إبلاغ إدارة المستشفى، التي فتحت تحقيقا داخليا أسفر عن اكتشاف تورط أحد الممرضين في سرقة تلك المواد.
وتم القبض على الممرض بعد إبلاغ السلطات الأمنية، حيث كشفت التحقيقات معه عن شبكة منظمة تقوم بالتأمين على أعضاء بشرية، مثل العيون والأطراف، بقيم تأمينية تصل إلى 25 مليون جنيه للعين الواحدة و70 مليون جنيه للساق، وثم يقومون بإتلاف هذه الأعضاء طبيا واختلاق حوادث للحصول على تعويضات التأمين.
واعترف الممرض بتورطه مع آخرين في إحداث إصابات عمدية بالضحايا، مستخدما المحاليل الطبية المسروقة التي تساعد على فقئ العين.
كما أقر بحصوله على مبالغ مالية مقابل تنفيذ هذه العمليات، والتعاون مع سائقين لاختلاق حوادث مرورية وهمية لإقناع شركات التأمين بأن الإصابات ناتجة عن حوادث عرضية، وبالتالي استحقاق التعويضات المالية.
وأشارت التحقيقات إلى أن العصابة كانت تستهدف الأشخاص المحتاجين للمال، وتغريهم بقيمة التعويضات التي ستدفعها شركات التأمين، كما كانت تتكفل بدفع الأقساط الشهرية للتأمين والبالغة 7 آلاف جنيه، لتسهيل إتمام العملية.
تمكن أعضاء العصابة من إقناع أحد الموظفين بالتأمين على إحدى عينيه، وبعد دفع بعض الأقساط، قاموا بفقئ عينه بمساعدة الممرض، واختلقوا حادثة مرورية بالتعاون مع سائق، وحرروا محضرا بالواقعة لإلزام شركة التأمين بدفع تعويض قدره 25 مليون جنيه.
كما كشفت التحقيقات عن محاولة العصابة استدراج ضحية أخرى، حيث أمّنوا على إحدى ساقيه، ونفذوا معه نفس السيناريو، ما أدى إلى بتر ساقه للحصول على تعويض يصل إلى 70 مليون جنيه، وتم تحويل المتهمين إلى النيابة العامة لمواصلة التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
مفتي مصر: النبي امتدح الجيش المصري وشهد له بالخيرية في أحاديث صحيحة