محطة الضبعة النووية، التي تُبنى بتكلفة تقديرية تتجاوز 30 مليار دولار، تُعد أول مشروع من نوعه في مصر، وواحدة من أكبر الاستثمارات الروسية خارج حدودها في قطاع الطاقة منذ 2015، حيث سيوفر المشروع نحو 10% من احتياجات البلاد من الكهرباء عند تشغيله الكامل عام 2030.
وأعلنت هيئة المحطات النووية المصرية، أمس السبت، عن انتهاء تركيب المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل الثاني بمحطة الضبعة النووية في محافظة مطروح، بعد أسبوعين من العمليات الهندسية المعقدة، في إنجاز جديد ضمن الجدول الزمني المعلن للمشروع.
ويمثل الوعاء أحد أبرز مكونات الأمان النووي، يتكون من 12 شريحة خرسانية مسبقة الصنع، بارتفاع إجمالي يصل إلى 9 أمتار، وأكبرها بطول 17 متراً، وتم رفع الشرائح باستخدام رافعة بقدرة 1350 طنا، بمشاركة 50 مهندسا وفنيا من الجانبين المصري والروسي.
وأكد رئيس الهيئة، الدكتور شريف حلمي، أن هذا التقدم “يعكس التزام الدولة بتنفيذ مشروع الضبعة بأعلى معايير الأمان والجودة”، مشيدا بكفاءة نظام الإنتاج والتجميع الذي طورته شركة “روساتوم” الروسية، الشريك التقني الرئيسي للمشروع.
وأوضح أليكسي كونونينكو، مدير المشروع عن شركة “آتوم ستروي إكسبورت”، أن المبنى بلغ حاليا منسوب +29.150 مترا، مضيفا أن أعمال البناء تسير بوتيرة منهجية، تضمن تسليم الوحدة الثانية وفق الخطة.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من توقيع اتفاقية تكميلية جديدة بين مصر وروسيا تتعلق بالتشغيل والصيانة على المدى الطويل، وهو ما يُعزز الإطار التشغيلي الكامل للمحطة، التي ستضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث المتطور “3+”، بقدرة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط، أي ما يعادل تغذية 4 مدن كبرى بحجم الإسكندرية.
وكانت مصر قد وقعت الاتفاق الأساسي مع روسيا لإنشاء المحطة في نوفمبر 2015، وبدأ التنفيذ الفعلي في ديسمبر 2017. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أول مفاعل بحلول عام 2028، وفق ما أعلن سابقا، في وقت تسعى فيه القاهرة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتثبيت دعائم أمنها الطاقي على المدى الطويل.
مصر تستعد لانتخابات برلمانية مع تعديلات جديدة في النظام الانتخابي
