بعثة أثرية فرنسية تعمل في معابد الكرنك جنوبي مصر تنجح في الكشف عن منطقة صناعية متكاملة تعود لفترات زمنية مختلفة، في اكتشاف هو الأول من نوعه داخل المعابد المصرية القديمة.
ويكشف هذا الاكتشاف عن جانب غير معروف من الحياة اليومية في معابد الكرنك، حيث تسلط المكتشفات الضوء على الأنشطة الصناعية التي كانت تدعم المعابد على مدار قرون.
وتضم المنطقة الصناعية المكتشفة ورشاً وأفراناً ومباني مشيدة من الطوب اللبن، يرجح أنها كانت تستخدم في عمليات التصنيع المختلفة، إذ تم العثور على خمس أفران حرق، ومطاحن غلال، وآبار مياه، إلى جانب مخازن فخارية لحفظ الغلال والمواد الأخرى.
وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذه المنشآت تعود للفترة البطلمية، لكنها استمرت في الاستخدام حتى العصر البيزنطي، مع وجود دلائل قد تكشف عن بقايا أقدم تعود لفترة الدولة الحديثة خلال المراحل القادمة من أعمال الحفائر.
وأثناء تنظيف الأواني الفخارية التي عُثر عليها، اكتشف الأثريون مجموعة نادرة من الخواتم والجعارين والتمائم المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة، في سابقة تعد الأولى من نوعها داخل معابد الكرنك.
ويعزز هذا الاكتشاف فهمنا للحياة الاقتصادية في المعابد المصرية القديمة، إذ يقدم أدلة ملموسة على وجود أنظمة إنتاج وخدمات متكاملة كانت تدعم الأنشطة الدينية والاحتفالية داخل المعابد.
ويعد هذا الكشف إضافة مهمة للجهود البحثية التي تهدف إلى استكشاف الجوانب المختلفة للحضارة المصرية القديمة، ومن المنتظر الإعلان عنه رسمياً بعد موافقة المجلس الأعلى للآثار.