شهدت قرية نزلة جلف في المنيا حادثاً مؤسفاً بسبب شائعة عن علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة، مما أدى لاعتداءات على منازل الأقباط، وعُقدت جلسة عرفية قررت طرد أسرة الشاب ومصادرة ممتلكاتهم، مما تسبب في حالة فوضى ورعب بين الأهالي.
شهدت قرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار في محافظة المنيا، يوم الأحد، أعمال عنف طائفية طالت منازل وممتلكات الأقباط، إثر انتشار شائعة حول وجود علاقة عاطفية بين شاب مسيحي يبلغ من العمر 18 عاماً وفتاة مسلمة في السادسة عشرة.
اندلعت أعمال العنف بعد تجمّع عدد من الأهالي الذين هاجموا منازل الأقباط في القرية، حيث تعرضت عشرات المنازل للرشق بالحجارة ما أدى إلى تحطيم النوافذ والأبواب، كما أضرمت النيران في بعض الأراضي الزراعية المملوكة للأقباط، وفقاً لشهود عيان.
عُقدت لاحقاً جلسة عرفية بحضور عمدة القرية وعدد من الموظفين والوجهاء، أسفرت عن قرارات مثيرة للجدل شملت طرد أسرة الشاب المسيحي من القرية، ومصادرة ممتلكاتهم لصالح أسرة الفتاة، وفرض غرامات مالية بلغت نحو مليون جنيه مصري.
أسفرت التدخلات الأمنية عن القبض على عشرات المتورطين في أعمال العنف، فيما لا تزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادث بالكامل.
أدى الحادث إلى حالة من الذعر بين الأقباط في القرية، خاصة بين النساء والأطفال، حيث لجأ العديد منهم إلى الصراخ طلباً للمساعدة.
وأفاد شهود بأن الأجواء تحولت فجأة من التعايش السلمي إلى العداء، مما هدد استقرار العيش المشترك في القرية.
عبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من التصعيد غير المبرر، مؤكدين أن القصة لا تتعدى كونه إعجاباً بين مراهقين وكان من الممكن حلها بطريقة سلمية.
كما أعرب الأهالي القبطيون عن مخاوفهم على سلامة أطفالهم، ما دفع بعضهم إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة مؤقتاً.
طالب ناشطون ومتابعون بالقبض على المحرضين والمنفذين لهذه الأعمال ومحاسبتهم قانونياً، مع التأكيد على رفض أي محاولات لفرض العدالة بأيدي الأفراد في دولة يحكمها النظام والقانون.
مقابلة.. خبير سياسي يشرح أبعاد المصالحة الوطنية الليبية
