في خطوة تعكس تعقيدات المرحلة الانتقالية في ليبيا، أعلن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس عن سحب كميات كبيرة من الأوراق النقدية فئة 50 دينار، بعد اكتشاف أن جزءا منها طبع خارج سلطته الشرعية، فيما وصفه المصرف بـ “الاستيلاء غير المشروع” على أموال عامة بلغت قيمتها التقديرية أكثر من 3.5 مليار دينار ليبي.
وأشار البيان الصادر أمس الأحد عن المصرف إلى أن هذه الأوراق النقدية جرى طبعها قبل إعادة توحيد المؤسسة النقدية الليبية في أغسطس 2023، حين أنهى اجتماع في طرابلس حالة الانقسام التي استمرت منذ عام 2014 بين مركزي طرابلس ومركزي بنغازي.
وأوضح المصرف أن الطباعة تمت في بريطانيا وروسيا، الأولى لحساب بنك طرابلس، والثانية لصالح نظيره في بنغازي.
وإلى جانب قرار سحب فئة الـ 50 دينار، أعلن المصرف عن قرار جديد يقضي بسحب فئة 20 دينار من الإصدارين الأول والثاني، محددا تاريخ 30 سبتمبر2025 كآخر موعد لتداول هذه الفئة.
وتهدف هذه الخطوة، وفق البيان، إلى الوقاية من أي كميات إضافية قد تكون طبعت خارج رقابة الدولة، وإلى “تعزيز سلامة هيكل العملة الليبية وقيمتها”.
ولم يكن التحرك إداريا فقط، بل اتخذ طابعا قضائيا، إذ قدّم مصرف ليبيا المركزي بلاغا رسميا إلى النائب العام طالب فيه بفتح تحقيق شامل في القضية، كما أطلع مجلس النواب على تفاصيل الحادثة، في مؤشر على محاولة استعادة هيبة المؤسسة النقدية ضمن مسار أوسع نحو الاستقرار المؤسساتي.
موسكو تنفي طلب إنشاء قاعدة بحرية في ليبيا وتؤكد احترام سيادة الشعب الليبي
