عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، أعلن وفاة رئيس أركان الجيش الليبي الفريق محمد علي أحمد الحداد ومرافقيه، عقب فقدان الاتصال بالطائرة التي كانت تقلهم فوق أنقرة أثناء عودتهم من زيارة رسمية إلى تركيا.
ونعى الدبيبة، في بيان، مرافقي رئيس الأركان الذين قضوا في الحادث، وهم رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان العامة الأستاذ محمد العصاوي دياب، إضافة إلى المصور بمكتب إعلام رئيس الأركان الأستاذ محمد عمر أحمد محجوب، واصفاً الحادث بـ”الفاجعة الأليمة”.
وأكد الدبيبة أن هذا المصاب الجلل يمثل خسارة كبيرة للوطن وللمؤسسة العسكرية ولجميع أبناء الشعب الليبي، مشيراً إلى أن الضحايا كانوا مثالاً في الإخلاص والانضباط وتحمل المسؤولية والالتزام الوطني، وقدموا خدمات جليلة لبلادهم في مراحل دقيقة.
ببالغ الحزن والأسى، تلقّينا نبأ وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق أول ركن محمد الحداد ومرافقيه
رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل
ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي
ومستشار رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الأستاذ محمد العصاوي دياب…
— عبدالحميد الدبيبة Abdulhamid AlDabaiba (@Dabaibahamid) December 23, 2025
وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا قد أعلن، الثلاثاء، فقدان الاتصال بطائرة خاصة كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار أنقرة–إيسنبوغا.
Ankara Esenboğa Havalimanı’ndan Trablus’a (Tripoli’ye) gitmek üzere havalanan uçağın enkazına Haymana ilçesi Kesikkavak Köyü’nün 2 km. güneyinde Jandarmamız tarafından ulaşılmıştır.
وقال الوزير، عبر منصة “إكس”، إن الاتصال فُقد عند الساعة 20: 52 بالتوقيت المحلي، مع طائرة من طراز “فالكون 50” تحمل الرقم 9H-DFJ، وكانت متجهة إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وأوضح يرلي كايا أن الطائرة أقلعت عند الساعة 20: 10، وتلقت السلطات التركية طلب هبوط اضطراري من محيط منطقة هايمانا، قبل أن ينقطع الاتصال بها نهائياً، مشيراً إلى أن الطائرة كانت تقل خمسة أشخاص، بينهم رئيس أركان القوات المسلحة الليبية.
وأضاف الوزير في وقت لاحق أنه تم الوصول إلى حطام الطائرة، حيث عثرت قوات الدرك التركية على بقاياها على بعد نحو كيلومترين جنوب قرية كسيكفاك في قضاء هايمانا، الواقع على مسافة تقارب خمسين كيلومتراً جنوب شرقي أنقرة.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن وزير الدولة للاتصال قوله إن السلطات الليبية بانتظار النتائج الرسمية من الجانب التركي، مرجحاً أن تكون الطائرة قد سقطت بالفعل.
كما تقدم حفتر بالتعزية إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+ 5) في وفاة الفريق الفيتوري غريبيل، أحد أعضاء اللجنة، الذي لقي حتفه في الحادث ذاته.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، كانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع عن زيارة رئيس الأركان الليبي إلى أنقرة، حيث التقى بنظيره التركي وعدد من القادة العسكريين، في إطار مباحثات رسمية بين الجانبين.
وأفادت تقارير بإغلاق المجال الجوي للعاصمة التركية مؤقتاً عقب الحادث، مع سماع دوي انفجار في المنطقة، فيما بثت قنوات تلفزيونية مشاهد لانفجار ضخم وقع في محيط المطار بعد إقلاع الطائرة.
ومن جانبه، قال برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الأربعاء، إن الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي أبلغت عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري قبيل تحطمها بالقرب من أنقرة.
وأضاف دوران أن المراقبة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسنبوغا، وتم اتخاذ إجراءات الطوارئ اللازمة، غير أن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار عند الساعة 17: 36 أثناء محاولتها الهبوط، وانقطع الاتصال بها.
وأضاف مسؤولون ليبيون أن الطائرة كانت مستأجرة ومسجلة في مالطا، مؤكدين أن ملكيتها وسجلها الفني وسوابقها التشغيلية ستخضع للفحص ضمن التحقيقات الجارية.
وفي السياق نفسه، ذكرت قناة “CNN Türk” أن ثمانية أشخاص كانوا على متن الطائرة، بينهم خمسة من الوفد العسكري الليبي وثلاثة من أفراد الطاقم، وجميعهم من الجنسية الفرنسية، مرجحة مصرع جميع من كانوا على متنها، وأشارت القناة إلى أن سفير ليبيا في أنقرة وصل إلى موقع الحادث مساء الثلاثاء واطلع على مكان سقوط الطائرة.
وفي ختام التطورات، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية مجدداً أن رئيس الأركان ومرافقيه لقوا حتفهم جراء تحطم الطائرة التي اختفت عن شاشات الرادار بعد وقت قصير من إقلاعها، فيما أفاد وزير العدل التركي يلماز تونش بأن النيابة العامة في أنقرة باشرت فتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات الحادث.
كشفت تقارير محلية ودولية ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن تزايد مقلق في ظاهرة استغلال وتجنيد الأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وتُظهر المقاطع أطفالاً يحملون أسلحة ويرددون شعارات تحريضية، مما يعكس خطورة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، ويكشف نمطاً متكرراً من محاولات تجييشهم سياسياً وعسكرياً عبر المدارس والمؤسسات التعليمية.
ووفقاً لتحقيقات ميدانية، تتنوع أساليب الاستغلال بين تلقين الأطفال شعارات ذات طابع سياسي، وتقديم حوافز مادية أو تعليمية لتشجيعهم على الانخراط في النزاع، إضافة إلى استخدام المدارس كمنابر لبث خطابات عدائية أو لتنظيم فعاليات دعائية ذات طابع تحريضي.
ويُعد تجنيد الأطفال أو استخدامهم في النزاعات المسلحة جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويخضع السودان للعديد من المواثيق الدولية التي تحظر هذه الممارسات.
وقد حذّرت منظمات حقوقية من أن تفشي هذه الظاهرة يهدد مستقبل التعليم والأمن الاجتماعي في البلاد.
وأشارت التقارير إلى أن الحرب تسببت في إغلاق عدد كبير من المدارس وحرمان مئات الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم، فيما ارتفعت المخاطر التي يتعرضون لها من تجنيد قسري وقتل وإصابات.
ووصفت المنظمات وضع الأطفال في السودان بأنه “كارثي” ويهدد مستقبل جيل كامل.
كما رصدت وسائل إعلام مقاطع مصورة لأطفال يرددون عبارات تحريضية ضد أطراف سياسية ومدنية، ويظهر أحد المقاطع طفلاً في الرابعة من عمره يحمل سلاحاً ويتحدث عن التوجه إلى الخرطوم للقتال، ما أثار موجة واسعة من الغضب والقلق حول حجم الاستغلال الذي يتعرض له القُصّر.
وحذّر حقوقيون من التعامل مع هذه المقاطع دون تحقق، ودعوا إلى حماية هوية الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية، معتبرين أن نشر هذه المواد دون ضوابط قد يضاعف الضرر الواقع عليهم.
وأكد الخبراء أن استغلال الأطفال في النزاعات يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية عميقة، ويفقدهم فرص التعليم والمستقبل، كما يسهم في نشوء جيل معرض للعنف والانقسامات.
ودعا ناشطون ومنظمات مدنية إلى فتح تحقيقات عاجلة في جميع حالات التجنيد داخل المؤسسات التعليمية، ومحاسبة الجهات المتورطة، مع تنفيذ برامج تأهيل وإدماج للأطفال المتأثرين.
كما طالبوا السلطات بضمان حماية المدارس ومنع أي نشاط سياسي أو عسكري داخلها، وتعزيز الرقابة المجتمعية والتوعية بمخاطر استغلال الأطفال في النزاعات.
وشدد مواطنون على ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعايير الأخلاقية في تغطية هذه القضايا الحساسة، وحماية خصوصية وهوية الأطفال، لضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
تظاهر المئات من سكان مدينة قابس الساحلية جنوب شرق تونس، الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بالمحافظة للمطالبة بوقف نشاط المجمع الكيميائي بالمدينة الذي يتهمونه بالتسبب في كوارث بيئية وصحية منذ عقود.
جاءت التظاهرة تزامناً مع انعقاد جلسة قضائية نظرت في دعوى قضائية تهدف إلى وقف وتفكيك وحدات المجمع الكيميائي، الذي يقول السكان إنه تسبب في تلويث الواحات والمياه والشواطئ، كما أدى إلى حالات اختناق جماعية بين التلاميذ.
وهتف المتظاهرون أمام المحكمة بشعارات منها “الشعب يريد تفكيك الوحدات” و”قتلونا”، في مشهد يعكس الغضب العارم الذي يشهده السكان الذين يعانون من تداعيات التلوث.
من جهته، أوضح منير العدوني، عضو الهيئة المشرفة على القضية، أنه “تم تأجيل القضية للخميس المقبل”، مشيراً إلى أنهم قدموا “مؤيدات تقرّ بالجريمة المرتكبة في حق الجهة”.
يذكر أن مجمع قابس الكيميائي، الذي أنشئ عام 1972، يحول الفوسفات إلى أسمدة، ويقوم بإلقاء مخلفاته الصلبة المحتوية على معادن ثقيلة في البحر، مما أدى إلى اختفاء أكثر من 90% من التنوع البيولوجي البحري في خليج قابس، وفقاً للدراسات.
كما سجلت في قابس معدلات مرتفعة لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان مقارنة بباقي المناطق التونسية.
ويأتي هذا التحرك الشعبي والقضائي في وقت وجّه فيه الرئيس التونسي قيس سعيّد، السبت الماضي، بتشكيل فريق عمل لإيجاد حلول عاجلة لأزمة قابس، فيما تواجه السلطات تحدياً صعباً في التوفيق بين المطالب البيئية والصحية للمواطنين وأهمية قطاع الفوسفات للاقتصاد الوطني، حيث تهدف إلى زيادة إنتاج الأسمدة خمسة أضعاف بحلول عام 2030.