أثارت وزيرة العدل التونسية ليلى جفال جدلاً بعد إعلان خطط لبناء سجون جديدة وتوسعة أخرى 2026، ما قوبل بانتقادات من ناشطين وسياسيين رأوا أن الأولوية يجب أن تكون للتعليم والتنمية لا لزيادة السجون، وسط جدل سابق بشأن نفيها إضرابات السجناء.
أثارت تصريحات وزيرة العدل التونسية ليلى جفال موجة جدل واسعة، بعدما أعلنت خلال جلسة استماع في البرلمان عن شروع الوزارة في تنفيذ مشاريع جديدة عام 2026 تشمل بناء سجن جديد في ولاية باجة، وإنشاء مجمع خاص بالنساء في سجن المنستير، وتوسعة سجن برج الرومي، إلى جانب مشاريع أخرى في قطاع السجون.
الإعلان الرسمي فجّر ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل وفي الأوساط السياسية، إذ اعتبر ناشطون أن التوجّه نحو بناء مزيد من السجون يعكس، وفق رأيهم، أولويات حكومية غير متناغمة مع متطلبات التنمية.
وكتب الناشط السياسي الطاهر بن حسين بسخرية: “وزيرة العدل تبشرنا ببناء سجون جديدة وتوسيع الموجودة… من قال إن السلطة ليس لديها إنجازات؟”.
من جانبها، رأت الناشطة شيراز تريمش أن الدولة كان ينبغي أن تركّز على مشاريع توسّع آفاق المجتمع بدلاً من زيادة مساحات الحبس، مؤكدة أن المجتمعات التي تستثمر في التعليم والثقافة تقلّ حاجتها إلى السجون.
وفي السياق نفسه، انتقد القيادي في حزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني ما وصفه بـ”مقاربات حكومية خاطئة”، مشيراً إلى أن وزير الصحة يعد ببناء مستشفى لعلاج الأمراض الناتجة عن التلوث بدل معالجة جذور المشكلة، فيما تتجه وزارة العدل إلى توسعة السجون بدلاً من تبني سياسات جزائية بديلة تخفف من عدد الموقوفين، وأضاف أن الخطاب السياسي السائد يفاقم الإحباط ويدفع التونسيين للهجرة.
أما الوزير السابق فوزي بن عبد الرحمن، فعبّر عن أمله في أن يأتي يوم تعلن فيه وزارة العدل عن انخفاض عدد السجناء وإغلاق سجون بدلاً من افتتاحها.
وكانت تصريحات جفال قد أثارت جدلاً سابقاً أيضاً، حين نفت وجود سجناء مضربين عن الطعام، مؤكدة أن من يعلنون الإضراب “يأكلون خفية”، وهو ما اعتبرته المعارضة محاولة للتشويه وتقليل شأن احتجاجات المعتقلين السياسيين.
تونس تواصل إخلاء مخيمات المهاجرين بصفاقس
