09 يناير 2025

صور ومقاطع فيديو صادمة انتشرت مؤخراً من مدينة الكفرة جنوب ليبيا، أظهرت تعذيباً وحشياً تعرضت له مهاجرة إثيوبية تبلغ من العمر 20 عاماً تُدعى نعيمة جمال.

وأثارت هذه المشاهد القاسية موجة استياء واسعة وأعادت إلى الواجهة قضية الاتجار بالبشر والانتهاكات التي يواجهها المهاجرون غير الشرعيين في ليبيا.

وفي أحد المقاطع، ظهرت نعيمة وهي مقيدة ومعلقة من يديها بحبل، بينما يتم جلدها بعنف بعد سكب الماء البارد على جسدها النحيل، وتصاحب ذلك صرخات استغاثة قوبلت بلامبالاة من قبل جلاديها.

وأظهرت صور أخرى نعيمة وهي مكبلة وخلفها عشرات المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين، يجلسون على الأرض في مكان مغلق ويضعون رؤوسهم بين أرجلهم في انتظار مصيرهم أو دورهم في التعذيب، في مشهد مهين.

ومنذ اختطافها في مايو 2024، تعرضت أسرة نعيمة لتهديدات متكررة من تجار البشر، تطالبهم بدفع فدية مالية قدرها 6000 دولار مقابل إطلاق سراحها، وقد زادت المشاهد المصورة من معاناة الأسرة، التي تلقت مقاطع فيديو توثق التعذيب الوحشي لابنتهم.

وتُظهر هذه الحادثة استمرار نشاط عصابات تهريب البشر في ليبيا، التي تستغل يأس الفارين من الحروب والفقر للحصول على أموال من خلال التعذيب والابتزاز.

ووفقاً لمنظمة “اللاجئين في ليبيا”، يعاني المهاجرون من انتهاكات مروعة تشمل التعذيب، والاحتجاز القسري، والابتزاز.

ورغم هذه الانتهاكات، تؤكد السلطات الليبية المعنية بمكافحة الهجرة غير النظامية أنها تكثف جهودها لتفكيك شبكات الاتجار بالبشر، وقد أعلنت عن اعتقال العديد من المسؤولين عن تلك العصابات وتدمير أوكارها.

وأثارت هذه الحادثة مطالب دولية ومحلية بضرورة معالجة أزمة الهجرة غير النظامية في ليبيا وإيجاد حلول جذرية للتصدي لعصابات الاتجار بالبشر.

كما دعت منظمات حقوق الإنسان إلى حماية المهاجرين وضمان سلامتهم، مع تعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة التي تواصل حصد ضحايا أبرياء.

وتعكس هذه الواقعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون في ليبيا، في ظل غياب رقابة فعالة وضعف الجهود الرامية لحمايتهم، ومع استمرار الأوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة، تبدو هذه الأزمة بعيدة عن الحل، ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة على المستويين المحلي والدولي.

ليبيا.. “أكاكوس” تحقق أعلى معدلات إنتاج للنفط منذ ثلاث سنوات

اقرأ المزيد