مصادر دبلوماسية سودانية أكدت أن دولة خليجية بادرت بمساعي حل النزاع القائم بين السودان وتشاد، في محاولة لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وفي تصريحات أدلى بها مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، ياسر العطا، وصف بعض الأهداف داخل تشاد كأهداف مشروعة للجيش السوداني، متهما النظام التشادي بدعم قوات الدعم السريع، ما زاد التوتر بين البلدين منذ نهاية 2023.
وفي سياق محاولاتها لتخفيف التوترات، قامت الدولة الخليجية بإرسال وفد رفيع المستوى إلى العاصمة التشادية نجامينا لتنسيق المبادرة وبحث سبل الحل.
وفي محاولة للحد من التصعيد، طلبت الدولة الخليجية من السودان وتشاد الحفاظ على الهدوء في انتظار نتائج جهودها لمعالجة الخلافات واستعادة العلاقات الدبلوماسية.
تتوقع المصادر أن يناقش رئيس مجلس السيادة السوداني تفاصيل المبادرة خلال زيارته المقبلة للعاصمة الخليجية، في ظل توترات مماثلة تشهدها السودان مع جنوب السودان وإثيوبيا.
كما ذكرت المصادر أن السودان اتخذ مؤخرا قرارات اقتصادية جديدة تجاه كينيا، شملت منع الخطوط الجوية الكينية من عبور الأجواء السودانية واستقبال رحلاتها، بالإضافة إلى حظر استيراد المنتجات الكينية، ردا على استضافة كينيا لاجتماعات قوات الدعم السريع.
وتأتي هذه المبادرة الخليجية في إطار محاولات إقليمية ودولية لاستعادة الاستقرار في المنطقة، وتعزيز دعائم السلام والتعاون بين الدول.
وشهدت العلاقات بين السودان وتشاد توترات متكررة، خاصة منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003، حيث تسرب النزاع إلى تشاد عبر الحدود المشتركة. تبادلت الدولتان الاتهامات بدعم الحركات المتمردة المعارضة لكل منهما، مما أدى إلى تصاعد التوترات بينهما.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، وُقّعت عدة اتفاقيات بين البلدين، أبرزها اتفاق دكار في 13 مارس 2008، الذي نص على عدم الاعتداء وتطبيع العلاقات ومنع استخدام أراضي أي من الدولتين لزعزعة استقرار الأخرى، كما تم الاتفاق على إنشاء قوة مشتركة لتأمين الحدود ومراقبة تنفيذ الاتفاقات.
بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع بروتوكول تأمين الحدود في مايو 2011، الذي هدف إلى حماية الحدود المشتركة وإنشاء آلية استشارية ثلاثية للتعامل مع القضايا الأمنية، بمشاركة السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى.
وفي نهاية ديسمبر 2023 شهدت خطوات متشددة بين البلدين شملت طرد دبلوماسيين، مما دفع العلاقات نحو التوتر المتصاعد وصولا إلى المقاطعة.