أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن تصدير المحروقات لتمويل استيراد الغذاء يعد سياسة خاطئة، مشدداً على ضرورة أن تعمل الجزائر على إنتاج ما تستهلكه بدلاً من الاعتماد على الخارج.
وأشار تبون إلى أن هذا التوجه يمثل تحدياً أمام الجزائر، خصوصاً مع ارتفاع فاتورة استيراد الغذاء التي بلغت 8.5 مليار دولار في عام 2023، بينما وصلت إلى 6 مليارات دولار في النصف الأول من العام الحالي.
وأعلن تبون، خلال احتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الجزائري للفلاحين بالعاصمة، عن توجيه حكومته الجديدة بمنح قروض بنكية للمستثمرين في مشاريع تخزين المنتجات الزراعية باستخدام تقنيات حديثة، بهدف استقرار السوق ومحاربة المضاربة في الأسعار.
وأوضح أن هذا الإجراء يأتي في إطار مواجهة الارتفاع المذهل لأسعار السلع والخدمات التي أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين.
وأثنى الرئيس الجزائري على التجارب الزراعية الحديثة في بعض المناطق الجنوبية والشرقية، مثل بسكرة ووادي سوف وبومرداس، مؤكداً أن الجزائر تسير في الطريق الصحيح نحو تقليص اعتمادها على صادرات المحروقات، وأشار إلى أن هذه المشاريع الزراعية تساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتوفير فرص التصدير.
وأكد تبون أن الجزائر ليست بعيدة عن تحقيق هذا الهدف، موضحاً أن الخطة التي تم الإعلان عنها في 2018 لتعزيز صادرات البلاد خارج المحروقات بدأت بالفعل في تحقيق نتائج ملموسة، خصوصاً في قطاع المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية، كما لفت إلى أن الحكومة تسعى لتوسيع الأسواق الإفريقية لتشمل مزيد من المنتجات الجزائرية.
في سياق آخر، انتقد تبون أداء الحكومة في إدارة القطاع الزراعي، معتبراً أن التسيير المركزي لا يسهم في تحقيق النتائج المرجوة.
وشدد على أهمية توفير المزيد من الفرص للمزارعين والمستثمرين المحليين في هذا القطاع، مؤكداً أنه يجب فتح المجال للمبادرة الفردية بعيداً عن التدخلات الحكومية المفرطة.
واختتم الرئيس تبون تصريحاته بتوجيه دعوة لمراجعة السياسات المتعلقة بسوق اللحوم الحمراء، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حلول لارتفاع الأسعار، بدءاً من تحسين تغذية الأنعام وصولًا إلى ضمان استقرار أسعار المواشي.
الجزائر تبدأ تزويد المجر وكرواتيا بالغاز للمرة الأولى