05 ديسمبر 2025

شهدت عدة مدن أوروبية، أمس السبت، موجة احتجاجات واسعة تضامنا مع الشعب السوداني، وسط إدانات متصاعدة لما وصفه المشاركون بالتجاهل الدولي المعيب تجاه ما يحدث في إقليم دارفور، حيث تتواصل الانتهاكات على أيدي قوات الدعم السريع.

وفي باريس، احتشد المئات في ساحة الباستيل، أحد أبرز رموز الثورة الفرنسية، في مظاهرة حاشدة دعت إليها منظمات سودانية وفرنسية، للمطالبة بـوقف المجازر في دارفور ومحاسبة المسؤولين عنها.

ورفع المتظاهرون الأعلام السودانية واللافتات التي كتب عليها “أين المجتمع الدولي؟ السودان ينزف”، في رسالة تعبيرية عن الغضب من صمت القوى الغربية، ولا سيما فرنسا، تجاه ما وصفوه بـالإبادة الجماعية المتواصلة.

وشهدت المظاهرة مشاركة واسعة من الجالية السودانية والعربية إلى جانب نشطاء حقوق الإنسان فرنسيين وأوروبيين، الذين دعوا إلى تحرك فوري لوقف القتال وفرض عقوبات على الأطراف المتورطة في الانتهاكات.

وتزامن الحراك في باريس مع مظاهرات مماثلة في برلين وعدة مدن ألمانية، حيث خرج مئات المتضامنين رافعين شعارات تطالب بـوقف الحرب وإحالة الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ودعا المنظمون في ألمانيا حكومتهم إلى تبني موقف أكثر حزما في مجلس الأمن ودعم جهود الإغاثة الإنسانية في السودان، مؤكدين أن الصمت الدولي “يسهم في إطالة أمد الحرب وتفاقم معاناة المدنيين”.

وتأتي هذه التحركات في وقت تؤكد فيه تقارير حقوقية أن آلاف المدنيين قتلوا في غرب دارفور خلال العامين الماضيين، فيما نزح مئات الآلاف إلى تشاد ودول الجوار في واحدة من أكبر موجات النزوح التي شهدتها القارة الإفريقية منذ عقود.

وفي موازاة ذلك، تواصل المنظمات الدولية توثيق جرائم العنف والانتهاكات في مدينة الفاشر، حيث أظهرت صور وشهادات ميدانية عمليات إعدام ميداني واغتصاب ونهب واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، في ظل انقطاع شبه كامل للاتصالات وصعوبة وصول المساعدات.

ويحذر ناشطون حقوقيون من أن غياب موقف دولي واضح ومحاسبة جادة قد يؤدي إلى تكرار مآسي رواندا والبوسنة في دارفور، مطالبين بفرض حظر شامل على توريد السلاح للأطراف المتحاربة وفتح تحقيقات شفافة حول شبكات الدعم الإقليمي والدولي التي تغذي الصراع.

وأكد المحتجون أن التضامن الأوروبي مع السودان لا ينبغي أن يقتصر على الشعارات، بل يجب أن يتحول إلى ضغط سياسي وإنساني حقيقي يوقف نزيف الدم ويمهد الطريق نحو سلام عادل يضع حدًا لسنوات الحرب والمعاناة.

إيمان خليف تتصدر اهتمام العالم بإنجازها الأولمبي وتأثيرها الكبير

اقرأ المزيد