31 مارس 2025

تتصاعد المخاوف في تونس من انتشار الجراد الصحراوي بعد رصده في عدد من محافظات الجنوب، وسط تأكيد من السلطات التونسية بأن سرعة الرياح تساهم في نقل هذه الحشرات من ليبيا والجزائر إلى الحدود التونسية.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” من أن تكاثر الجراد الربيعي سيبدأ مطلع أبريل المقبل، مما يعزز احتمال انتشار مجموعات صغيرة من هذه الحشرة في مناطق مختلفة.

ويتزامن هذا التهديد مع تقلبات جوية تشهدها تونس، من أمطار ورياح، قد تساهم في توسيع نطاق انتشاره.

وأكدت وزارة الفلاحة التونسية أن الجراد الصحراوي يتكاثر سنوياً في نحو عشر دول إفريقية، منها ليبيا والجزائر، لكنه لا يتكاثر في تونس بل يمر عبرها، وهو ما يجعل البلاد في دائرة الخطر من موجات غزو موسمية.

ويمر الجراد بثلاث مراحل: أولها اللون الأحمر والبني خلال فترة الانفراد، ثم يصبح أخطر في المرحلة الاجتماعية حيث يتحول لونه إلى الأصفر الفاقع ويبدأ في تشكيل أسراب ضخمة تهاجم المحاصيل الزراعية.

ودعا اتحاد الفلاحة والصيد البحري إلى تنسيق الجهود مع ليبيا والجزائر لمكافحة هذه الآفة، مشيراً إلى مخاوف المزارعين من انتشار الجراد وتأثير التغيرات المناخية على مساره.

وفي محافظة قبلي، أكد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة، نصر بن لطيف، أن السلطات نفذت عمليات رش واسعة بالمبيدات في المناطق المصابة، مشيراً إلى أن الوضع ما زال تحت السيطرة، رغم وجود صعوبات في استمرار حملات المكافحة لمنع وصول الجراد إلى الواحات والمناطق الزراعية.

وتركزت الأضرار حتى الآن على المراعي، لكن المخاوف تتزايد من وصوله إلى المحاصيل الزراعية، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر فادحة.

وأشار تقرير سابق لـ “الفاو” إلى أن سرباً صغيراً من الجراد قادر على التهام كميات من المحاصيل تكفي لإطعام 35 ألف شخص، أو إلحاق أضرار تقدر بنحو 100 طن من المحاصيل في مساحة كيلومتر مربع واحد.

ويظل استخدام المبيدات الحشرية الوسيلة الأساسية لمكافحة الجراد، لكن الناشط البيئي، الهادي التليلي، يحذر من تأثيراتها البيئية والصحية، مشيراً إلى أنها قد تتسبب في تلوث التربة والمياه، وتؤثر سلباً على الكائنات الحية الأخرى.

وحذرت وزارة الفلاحة بدورها من تناول الجراد بعد تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يطبخونه، مؤكدة أنه قد يكون ملوثاً بالمبيدات السامة.

وكثفت السلطات التونسية عمليات المراقبة والاستكشاف الجوي باستخدام الطائرات دون طيار، ونفذت عمليات رش جوية بالمبيدات في المناطق الحدودية العسكرية بين رمادة وذهيبة بمحافظة تطاوين، حيث استهدفت العملية نحو 100 هكتار لضمان القضاء على مجموعات الجراد ومنع تكاثرها.

يذكر أن تونس شهدت موجات جراد مدمرة في خمسينات القرن الماضي، تلتها اجتياحات أخرى في 1987 و2012، تمكنت السلطات حينها من السيطرة عليها، لكن مع التحذيرات الحالية وتزايد القلق الشعبي، تظل المخاوف قائمة من تداعيات هذه الظاهرة البيئية التي تهدد الأمن الغذائي في البلاد.

اقرأ المزيد