قال محللون سياسيون إن التدخلات الأمريكية وتكليفاتها المشبوهة داخل الدوائر الأممية لن تجلب الخير لليبين، مشيرين إلى أن هناك من وضع العراقيل لكي لا يتم استبدال حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وأشار المحلل السياسي، مفتاح القيلوشي، إلى أن استقالة عبد الله باتيلي من منصب المبعوث الأممي لدى ليبيا كانت متوقعة الشهر الماضي، بعد تكليف ستيفاني خوري لتكون اليد العليا الأمريكية.
وشدد القيلوشي في تصريح صحفي على أن باتيلي كسابقيه لم يقدم جديدا للمشهد الليبي في مدة عمله إلا مزيدا من التعقيد بعد الإخفاق في المبادرات المتتالية.
ووفقاً للمحل السياسي، فأن المبعوث الأممي المستقيل حاول تكرار تجربة سابقيه بالدعوة لحوار جديد على طاولة خماسية ثم سداسية إلا أنها فشلت بعد وضع عراقيل أمامها حتى لا يتم استبدال حكومة الدبيبة بأخرى تبسط سيطرتها على الأراضي الليبية وتجري الانتخابات.
وفي السياق، قال المحلل السياسي، حسام الدين العبدلي أنه منذ تكليف عبد الله باتيلي مبعوث أممي في سبتمبر 2022، قاد حوارات وحاول تقريب وجهات النظر، ولكن الوضع كان مختلف على الأرض فهناك مجموعات مسلحة في غرب ليبيا وجيش وطني في شرقها، ناهيك عن وجود قوات أجنبية على الأرض.
وأضاف العبدلي: “تعثر باتيلي في عدة أوقات، منها عندما كانت لديه فكرة في إنشاء لجنة رفيعة المستوى تشرف على تشكيل حكومة جديدة وتقود ليبيا إلى انتخابات، وقد استطاع السياسيين المناورة في ذلك الوقت وهو كان في ذلك الوقت قد أدلى بإحاطة في مجلس الأمن، أتفق مجلسي النواب والأعلى للدولة على القوانين الانتخابية، وماهي إلا شهور حتى أختلف المجلسين النواب والأعلى للدولة، وتم الضرب بتلك القوانين عرض الحائط، ثم اتجه باتيلي بعدها لمحاولة تقريب وجهات النظر، ودعا الأطراف الفاعلة إلى طاولة خماسية ولأسباب أخرى فشل باتيلي في جمعهم بسبب عدم رضاءهم على تقسيم الطاولة المتقابلين فيها وبقى باتيلي يحاول إلى أن وجد الطريق مسدود”.
وأكد العبدلي أن البعثات الأجنبية كانت أقوى من البعثة الأممية وأقوى من الأطراف السياسية على الأرض.واعتبر أن هذه الاستقالة ليست فشلا في حد ذاتها بقدر أن هناك طرفا آخر تدخل، فمنذ تكليف الأمريكية ستيفان خوري عرف عندها أن أيام باتيلي باتت معدودة، وأن الولايات المتحدة سوف تتدخل كالعادة كما تدخلت في السابق في تكليف ستيفاني وليامز بديلة للمبعوث السابق غسان سلامة وقد قادت المشهد في إعادة لنفس السيناريو الآن.
وأكد المحلل السياسي في ختام حديثة لوكالة سبوتينك أن “الأيام القادمة سوف تقود نائبة المبعوث الأممي خوري الحوار وسوف تضغط على كل من في المشهد عن طريق وصول من دفع بها لهذا المنصب في هذا الوقت تحديدا”.وقال أن القادم سيكون مفاجئا للسياسيين في ليبيا ولن يجلب الخير لليبيين بسبب التدخلات الأمريكية الدائمة والتكليفات المشبوهة داخل الدوائر الأممية التي من واجبها إيجاد حل وليس تصعيب المشكلة.
يشار إلى أن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أعلن قبول الأمين العام أنطونيو غوتيريش الاستقالة التي تقدم بها عبدالله باتيلي من منصبه مبعوثا أمميا لدى ليبيا.
مساعي ليبيّة لتعزيز الاستقرار البيئي وحماية الحياة البرية