05 ديسمبر 2025

قضت محكمة استئناف طرابلس بسجن وزير التربية والتعليم السابق موسى المقريف ثلاث سنوات ونصف بتهمة فساد تتعلق بعقود الكتب المدرسية، مع غرامة مالية ومنعه من حقوقه المدنية، وأثار الحكم تساؤلات حول جهود مكافحة الفساد في ليبيا وتأثيرها على التعليم الذي يعاني من أزمات حادة.

في سابقة قضائية بارزة، قضت محكمة استئناف طرابلس بسجن وزير التربية والتعليم السابق في حكومة الوحدة الوطنية موسى المقريف لمدة ثلاث سنوات ونصف، بعد إدانته في قضية فساد تتعلق بعقود الكتب المدرسية.

وجاء الحكم الذي صدر بعد محاكمة مطولة ليشمل أيضاً غرامة مالية قدرها ألف دينار ليبي، ومنع الوزير السابق من ممارسة حقوقه المدنية طوال مدة العقوبة وسنة إضافية بعدها.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن مخالفات جسيمة في إجراءات التعاقد لطباعة الكتب المدرسية، حيث اتهم المقريف بارتكاب مخالفات تشمل المحسوبية وإساءة استغلال المنصب العام والتلاعب بالعقود الحكومية.

وأظهرت التحقيقات عدم التزامه بمبدأ المساواة بين الشركات المتقدمة للمناقصات، مما أدى إلى عرقلة وصول الكتب المدرسية للطلاب وتفاقم أزمة التعليم.

وشهدت القضية تطورات قانونية ملحوظة، حيث رفضت المحكمة في البداية النظر في الدعوى لعدم الحصول على إذن مسبق لمحاكمة الوزير.

إلا أن النيابة العامة قدمت طعناً نجح في إعادة المحاكمة أمام هيئة قضائية جديدة، انتهت بإصدار الحكم النهائي بالإدانة.

ويأتي هذا الحكم في وقت يعاني فيه النظام التعليمي الليبي من أزمات حادة، حيث لا تزال العديد من المدارس تفتقر للبنى التحتية الأساسية، بينما يعاني الطلاب من تأخر كبير في توزيع الكتب المدرسية بسبب الفساد في عقود الطباعة والتوريد.

وقد ساهمت هذه الأزمة في تدهور جودة التعليم، خاصة مع استمرار الظروف الأمنية والسياسية غير المستقرة في البلاد.

ورغم أهمية الحكم كسابقة في محاربة الفساد، إلا أنه أثار تساؤلات حول مدى جدية الجهود الرامية لمكافحة الفساد على نطاق أوسع، خاصة في قطاعات حيوية أخرى مثل الصحة والطاقة التي تعاني من مشاكل مماثلة.

ويبقى السؤال الأكبر حول قدرة المؤسسات الليبية على استعادة الثقة العامة من خلال محاسبة جميع المسؤولين عن إهدار المال العام.

تصاعد التوترات السياسية في ليبيا: اعتقال الوزير محمد بوزقية وتداعياته

اقرأ المزيد