16 يناير 2025

محكمة باريسية تحاول الكشف عن خفايا لقاء نيكولا ساركوزي ومعمر القذافي في طرابلس عام 2005، وسط اتهامات للرئيس الفرنسي الأسبق بتلقي دعم مالي غير مشروع لحملته الانتخابية عام 2007 من الزعيم الليبي الراحل.

وفي المحاكمة، التي انطلقت في 6 يناير 2025 ومن المقرر أن تستمر حتى 10 أبريل المقبل، يواجه ساركوزي تهماً بالفساد والتمويل غير المشروع إلى جانب 11 متهماً آخر، بينهم مدير مكتبه السابق كلود غايان والوزير السابق بريس أورتوفو.

وتدور الشبهات حول عقد اتفاق بين ساركوزي والقذافي، بموجبه قدم الزعيم الليبي أموالاً لدعم وصول ساركوزي إلى الإليزيه.

وفي جلسة الأربعاء، أدلى جان-لوك سيبيود، السفير الفرنسي في ليبيا (2004-2007)، بشهادته حول زيارة ساركوزي إلى طرابلس عام 2005، والتي وصفها بأنها كانت “مهمة للغاية” بالنسبة لليبيا، حيث استقبل القذافي ساركوزي بحفاوة وأعد له لقاء في خيمته الشهيرة، وفقاً للتقاليد البدوية.

وأكد سيبيود أن اللقاء الرسمي كان قصيراً وعاماً، لكن بعده، اختفى ساركوزي والقذافي لمدة نصف ساعة على الأقل.

وعندما سألته القاضية إن كانا قد تحدثا على انفراد، أجاب بأن ذلك يبدو مستبعداً، لأن القذافي لم يكن يتحدث الفرنسية أو الإنجليزية بطلاقة، وهو ما ردت عليه القاضية بالإشارة إلى شهادات تفيد بأن القذافي كان يستطيع التحدث ببعض الإنجليزية.

وجلس ساركوزي طوال الجلسة مشدود الأعصاب، يحدق في الشاهد، مؤكداً براءته، وقال في 9 يناير أمام المحكمة: “لن تجدوا أبداً يورو واحداً، ولا حتى سنتاً ليبياً واحداً، في حملتي”، مشدداً على أنه ضحية عشر سنوات من الاتهامات والتشهير.

كما استمعت المحكمة إلى شهادة جان-غي بيريه، الملحق الأمني في السفارة الفرنسية بليبيا آنذاك، لكنه قال إن الخيمة كانت مفتوحة على الخارج، ومن الصعب سماع ما دار داخلها.

وعند سؤاله عن احتمالية وجود حديث سري بين ساركوزي والقذافي، أجاب: “يبدو لي ذلك مستبعداً… لا أعرف”.

وتستند القضية إلى وثائق وشهادات لمسؤولين ليبيين سابقين، تشير إلى أن نظام القذافي قدم ملايين اليوروهات لحملة ساركوزي الرئاسية عام 2007، مقابل وعود سياسية ودبلوماسية.

وتعد هذه المحاكمة من أهم القضايا السياسية والقضائية في فرنسا، حيث قد تؤثر على الإرث السياسي لساركوزي ومستقبله القانوني.

ليبيا.. ترحيل 59 مهاجرا من طبرق أحدهم مصاب بالإيدز

اقرأ المزيد